السبت، 22 يونيو 2013

الحلم : " الساذج -المتفاءل- الواقعي"

الحلم الساذج
في البداية كانت صورتها في ذهني  غير واضحة المعالم
كانت  جميلة ولكن كل مرة يتغير شكلها .. كل مرة تتغير شخصيتها وقصة حياتها وطريقة تعرفي بها .. ولكنها في النهاية محبوبة في كل الاشكال
وكانت تحبني  بجنون .. جعلتها تحبني أكثر مما أحبها.. لا أعرف لماذا تحبني هكذا .. ولكن هذا ما أردته .. وقد كان.
رسمت القصة من البداية للنهاية
أفضل ممثل في العالم ... أغنى رجل في العالم .. أشهر لاعب كرة في العالم .. أنا من الآخر رقم 1 على مستوى العالم في شئ ما .. وهي فتاة بسيطة لم تكن تتخيل يوم أنها سترتبط برجل سيحتل رقم 1 في شئ ما .. وقصتنا بدأت  قبل الشهرة والنجاح .. أي أنها أحبتني لشخصي وليس لنجاحي ..
كانت  تغار علي بحكم مركزي العالمي ، تعاني من تهافت المعجبات .. ذات مرة رأت فتاة تقبلني على وجنتي فغضبت وخاصمتني .. فقلت لها أنها ضرورات العمل .. وغضبت من طول خصامها فخاصمتها .. فعادت لتصالحني !
بعد الزواج الناجح والشهرة والنجاح العالمي الساحق  تأخر الانجاب .. ذهبنا للطبيب وقال أنها عقيم .. بكت وعرضت علي أن أطلقها ولكني رفضت وقلت لها أني لن أتخلى عنها مهما حدث .. ازداد حبها لي وتعلقها بي أكثر ، وفي مفاجأة من القدر حملت بنتاً .. وكانت فرحة لا توصف .
كبرت البنت وكثر خطابها ولكنها كانت تحب ابن عمها .. وأنا فهمت هذا.. وكان هو يحبها ولكنه متحفظ و يخجل من التقدم لها لأني رجل عالمي شهير  وهو شاب بسيط ، فعملت بالنصيحة القائلة :" أخطب لبنتك ولا تخطب لابنك " ، أفهمته بالطريقة أني لا أهتم بفارق المستويات .. وأنه لو تقدم لي شخص ابن حلال سأوافق .. وفهمته اني اريد ان أزوجها لقريب لها حتى أكون على علم به وبماضيه وحاضره .. الخ ... تشجع في يوم وطلب يد ابنتي .. وتزوجوا وعاشوا في سعادة مثلي وزوجتي
بعد ذلك .. انطلقنا أنا وزوجتي نستمتع بالحياة .. ونسافر العالم كله .. ثم حدث لي مرض مفاجئ في الخمسين من العمر .. توفاني الله .. وزوجتي اصابها الاكتئاب والمرض .. حزنت كما لم تحزن في حياتها .. وبعد فترة  عادت للحياة الطبيعية .. ولكنها كانت تتذكرني دوماً بالخير .. وتبكي علي كلما تذكرتني ...

******************
*****************

الحلم المتفاءل
في البداية كانت صورتها غير واضحة المعالم ... كانت  جميلة ولكن كل مرة يتغير شكلها .. كل مرة تتغير شخصيتها وقصة حياتها وطريقة تعرفي بها .. ولكنها في النهاية محبوبة في كل الاشكال
وكانت تحبني  .. جعلتها تحبني أكثر مما أحبها.. لا أعرف لماذا تحبني هكذا .. ولكن هذا ما أردته وقد كان، ولكن الحب لم يأتي في البداية إلا بعد فترة من معرفتها بي
رسمت القصة من البداية للنهاية .. كنت في بدايات معرفتي بها شاب طموح .. كنت قليل الامكانات  ، ولكني كنت غني بالأحلام والكلام عن الاحلام .. كنت أطمح في اشياء مختلفة .. مرة طمحت في نجاح تجاري .. ومرة في نجاح سينمائي .. ومرة في نجاح علمي .. المهم أنه كان طموح
 تزوجنا في شقة متواضعة .. كانت بالنسبة لنا الجنة بعينها ..
أذهب اليها كل يوم عائداً من العمل وأنا في قمة غضبي مما لاقيته في هذا اليوم من مصاعب .. تهون علي كل شئ .. احيانا تعطيني افكار رائعة لحل مشاكلي .. نجحت في عملي وصرت أجني الكثير من المال .. مال جعلني انتقل لشقة افضل .. اشتريت سيارة  .. طعام افضل .. بيئة افضل .. كل شئ صار رائعاً..
كنا كما الاصدقاء .. كنا قبل حملها نخرج كثيراً للتنزه .. لا يهم المال .. المهم أننا نخرج وننطلق ونتكلم عن الماضي والحاضر والمستقبل.. الحب كما تراه على الشاشة ولكن مع الفارق انه واقعي مائة في المائة
أنجبنا ولداً وبنتاً .. وطبقت عليهما أفكاري التربوية التي تخيلتها قبل ولادتهما ..
كانا اشقياء ولكني بحكمتي استطعت ان اقومهما .. كثرت المواقف التربوية التي لم ينسوها في حياتهم .. ذات مرة كنا في حديقة عامة وكان ابني يضايق الناس في الحديقة بمسدس المياة .. كنت مؤمن بعدم جواز ضرب الاطفال .. ولكني في تلك المرة قررت ان اعطيه درساً لن ينساه ..
ناديت عليه مبتسماً .. فظن أني معجب بما فعل .. قلت له مبتسما :" بتعمل ليه كده يا حمادة ؟"
قال لي وهو يضحك :" بارخم عليهم ..هههه" .. وأثناء ضحكته صفعته .. حرصت ألا تكون الصفعة قوية أو ضعيفة .. فقط كافية لجعله يتألم .. غضبت امه ولكني أمرتها بالسكوت فسكتت .. ثم قمت واعلنت انتهاء الفسحة
عندما كبر ابني قال لي أن هذا الموقف كان حاضراً في ذهنه وكان سبباً في أنه لم يعد يضايق الناس مرة أخرى .. كان ابني صديقاً لي .. قال لي بصراحة أنه كان يكرهني بعد هذا الحدث ثم بعد أن جلست معه وفهمته لماذا ضربته أحبني وشعر بمدى حكمتي ..
تزوجت ابنتي من شاب على خلق .. وتزوج ابني من فتاة اجنبية مسلمة تعرف عليها اثناء عمله في كندا..
بعد زواج الاولاد انطلقنا أنا وزوجتي نستمتع بالحياة .. ونسافر رحلات كثيرة  .. ثم حدث لي مرض مفاجئ في الخمسين من العمر .. توفاني الله .. وزوجتي اصابها الاكتئاب والمرض .. حزنت كما لم تحزن في حياتها .. وبعد فترة  عادت للحياة الطبيعية .. ولكنها كانت تتذكرني دوماً بالخير .. وتبكي علي كلما تذكرت لي ذكرى طيبة ...

************* *************

الحلم الواقعي
في البداية كانت صورتها غير واضحة المعالم ... كانت  رائعة ولكن في كل مرة تتغير قصتي معها .. كل مرة تتغير طريقة تعرفي بها .. ولكنها في النهاية قصة رائعة ... قصة العمر لها ولي .

كنت على وشك أن أرسم القصة كاملة .. حرصت تلك المرة على أن تكون صورة واقعية قدر الامكان .. أدخلت البيانات الجديدة عني وعما حدث لي في حياتي .. فقالت ماكينة الأحلام لي بصوتها الآلي  :
" أجل أحلامك الآن .. أجعل من الحياة مفاجأة"!

الحب والحياة .. في مترو الأنفاق

رأيتها على  رصيف حلوان المقابل .. كنت وقتها في الثالثة والعشرين من عمري أعزب وليس عندي تصور ما للفتاة التي من الممكن أن أحبها .. ولكني عرفت أنها الفتاة المنشودة عندما رأيتها واقفة تنتظر المترو على الرصيف المقابل ، وقتها أرتبكت لم أدر ماذا افعل ؟!
تخيلت نفسي أني  سأقفز على القضبان وأعبر للجانب الآخر وأتحدث معها .. ولكني لست هذا الشخص الشديد الجرأة .. ومع هذا فكرت جدياً في تلك الحركة .. وأخذت أفكر وأفكر .. كانت رؤيتي لها وشعوري بأني ربما أفقدها للأبد يدفعاني لإرتكاب تلك الحركة المجنونة .. ما هي إحتمالات أن تراها مرة أخرى ؟! ،  كنت أشعر بغليان من الداخل وأكاد أُجن .. كان كل ما يفصلني عنها مجرد شريط مترو ..
هل هذه هي الحقيقة ؟!
لا .. حتى لو عبرت هذا الشريط .. هل سأمتلك الجرأة لأكلم فتاة لا تعرفني وأقول لها كلام عن الحب .. لا شك ستظنني مجنون .. لا يمكن أن تتصور أي شئ غير هذا.
صافرة إنذار قادمة من رصيف حلوان تعلن عن قدوم المترو .. ها هي سترحل .. لا زالت لدي الفرصة .. المترو لم يأت بعد .. أستطيع أن أقفز وأن أركب معها في نفس العربة وأن أنزل معها وأفتعل أي شئ لأكلمها .. المترو يدخل المحطة ببطء وصافرة إنذار أخرى على رصيف المرج الذي أقف عليه ، أظن أن هذا هو الوداع ... ما حدث اليوم هو المنطق .. الحياة تسير معي بالمنطق دائماً.. لم تمنحني لحظة واحدة من الجنون .. ولا أعرف في الواقع هل هي من فعلت ذلك أم أنا الذي فعلت.
مرت الأيام ونسيتها تماماً.. لم يأخذ الأمر وقتاً طويلاً ولم أتألم كثيراً.. ولكن الشئ الوحيد الذي بقى هو صورتها .. لم أعد أحبها هي بذاتها ولكني أعشق صورتها .. روحها التي بُثت إليّ  عند رؤيتي لها .. أصبحت في عقلي هي النموذج الذي أقيم عليه أي فتاة أراها .. شعرت أن هذا شئ من الجنون ولكنه جنون مطمئن .. جنون داخلي وأفكار وخواطر لم ولن أسمح لأحد أن يشاركني فيها .. خطر الجنون الوحيد يأتي عندما يعرفه الناس .. عندما يعرفون أنك مجنون تبدأ المتاعب
وفي الخامسة والعشرين من العمر رأيتها .. هي هي وليس شخص آخر .. وأيضا في مترو الأنفاق .. وهذه المرة على رصيفي .. رصيف المرج.. وترتدي نفس الملابس التي كانت ترتديها منذ سنتين .. لا يمكن أن أنسى صورتها..
هذه المرة لا يفصلني شريط مترو .. حتى هي لا تقف عند عربة السيدات .. أستطيع أن أركب معها .. أن أنزل معها المحطة وأعرف بيتها .. احتمالات كثيرة تدور في رأسي وقصص كثيراً أختلقها .. لا يمكن أن يكون تواجدها هنا مجرد صدفة .. القدر لأول مرة يتصرف معي بجنون.. أقتربت أكثر كي أقف على مقربة منها ، فقط مسافة مناسبة تجعلني أركب معها في نفس العربة.. تعجبت أنها كل هذا الوقت لم  تلاحظ أني أنظر لها ، في المرة السابقة لم تنظر لي أيضاً.. رغم أني لم أزح عيني من عليها .. وكأني غير مرئي ، كان هذا يضايقني أكثر من أي شئ آخر .. لماذا لا تنظر لي ؟ لماذا حتى لا تنظر للجهة التي أقف فيها ؟
عندما ركبنا في العربة كانت قليلة الزحام.. جلست هي ووقفت أنا بعيداً أنظر إليها .. أخرجت من حقيبتها كتاب لتقرأ فيه .. إذاً لن تنظر إلي أبداً.. جائت محطة غمرة وتدفقت الكتل البشرية بشكل فجائي وعجيب .. مجندين وصعايدة وفلاحين وباعة جائلين .. وكأنه آخر مترو في الوجود.. الزحام حجب الرؤية عني  ومنعني من معرفة أي محطة ستخرج فيها .. أما هي فبالزحام أو بدونه زحام لن تراني .

أعطاني القدر في هذا اليوم لمحة من الجنون .. ولكنه سرعان ما ذكرني بحقيقة أن جنون الحياة ليس قدري .. أنا خُلقت لأعيش حياة واقعية ..
هذه المرة كان كل حزني على نفسي وكل غضبي من نفسي ... الفتاة وحبي لها مجرد رمز .. ليست المشكلة أن أعرفها أم لا .. المشكلة أني راجعت كل شئ في حياتي ووجدت أن الحياة نفسها مثل تلك الفتاة التي أحبها .. لا تنظر إلي .. تهل علي كل  فترة .. وعندما تهل لا يحدث أي شئ .
جاء سن السابعة والعشرين .. وفي نفس المترو ونفس الرصيف ونفس الفتاة بنفس الزي ونفس الهيئة ..
ها هي الحياة تقف أمامي .. ها هو حب العمر وتحديه .. ها هو القدر يتحداني من جديد .. الحياة أمامك ولن تطولها .. في الواقع لا يفصلك عنها شئ .. ولكنك لن تطولها
هذه المرة لن تكون مثل أي مرة .. لا يمكن أن تمر على خير ..
إنها تقف أمام عربة السيدات .. القدر عرف بقوة عزمي وإصراري هذه المرة فصعبها  عليّ أكثر .. ولكني سأفعلها ..

المترو قادم الآن .. وها هي على وشك الركوب ولا وقت لأن أوقفها .....سأركب معها عربة السيدات .. ربماً يُقبض عليّ ، ربما تصورني إحدى السيدات بالفيديو وتضعه على اليوتيوب تحت عنوان :" متحرش يركب عربة السيدات" .. لا يهم .. القدر لا يمنحني الجنون .. سآتي به أنا لنفسي
قفزت في العربة وكانت مكدسة بالنساء .. انهالت علي عبارات السباب وضربتني سيدة ما بالشبشب.. صرخت فيهم بصوت عالي وقلت :" يا جماعة ..  انا اسف .. بس أنا عاوز أكلم الآنسة دي في موضوع مهم  بقالي فترة وكل ما آجي أكلمها تحصل مشكلة تمنعني .. لو سمحت سيبوني أكلمها "
لم يعد هناك صوت سوى صوت حركة المترو .. نظر الجميع لي وللفتاة
ونظرت هي .. ولأول مرة .. لا أستطيع أن أصف ما حدث لي وقتها من الداخل
 كانت مرتبكة وخائفة .. نظرت لها وحاولت أن ارسم على وجهي ملامح مطمئنة قدر الإمكان وقلت :
" ممكن تنزلي معايا المحطة الجاية .. هما كلمتين مش أكتر والله "
لم ترد علي ولكن عندما جائت المحطة نزلت منها .. ونزلت أنا مسرعاً والنساء تنظر لي ولها بملامح مختلفة من الدهشة والتعجب والسخرية .. وجدتها جالسة دكة المحطة ..جلست بجوارها وأخذت لحظات قبل أن أجد الكلام المناسب الذي أريد قوله

(تمت)

السبت، 27 أبريل 2013

Windows 95and our life- حياتنا وويندوز 1995



لذات الدنيا عاملة زي نسخة ويندوز 1995... وإحنا عاملين زي الراجل ده بالضبط

وفي النهاية كله بيبقى ملهوش لازمة

الثلاثاء، 23 أبريل 2013

رجل المستحيل يصفع نمراً على وجهه ويشتمه بلفظ قبيح


مرسي يسخر من مشروع النهضة (صورة تخيلية)


علاقة الاخوان بسلسلة ما وراء الطبيعة



ذكريات خاطفة ..عن سنوات ما قبل النكاح


ها أنا جالس في التاكسي .. متجهاً مع والدي ووالدتي لبيت إحداهن .. سأتقدم لخطبتها .. وأهلي هم من رشحوها لي 

نعرف أهل الفتاة وهم يعرفوننا .. و هناك رغبة صادقة غير معلنة في اتمام تلك الزيجة

هناك اعباء مادية محتملة .. ولكن والدي – بارك الله فيه – طمأني وأكد انه سيساعدني .. عندي بعض المدخرات.. و يستطيع  راتبي أن يقيم حياة زوجية
كل شئ جميل .. كل شئ يؤكد أنه لن توجد مشاكل  .. وإن وُجدت فستكون مشاكل معتادة يسهل حلها  .. ولكن .. ماذا عني؟!
هل هذا ما أريد؟
ماذا أريد أصلا؟!

************
************


اشعر الآن أن أفكاري مرتبة .. وذهني صاف .. أستطيع  الآن أن أتذكر كل شئ بدقة  وترتيب لم أعهده من قبل

أتذكر جيداً الطفولة .. وشغفي لمشاهدة الأفلام والمسلسلات العربية .. كلهاتدور حول قصص الحب .. 
لا يوجد استثناء
القصة تدور حول فتى يحب فتاة ولا تشعر بحبه .. وينجح في النهاية .. أو قدلا ينجح .. أو قد ينجح ولكن الوالد غير موافق .. أو قد تكون الفتاة هي من تحبه وهولا يشعر بها  وفي النهاية تنجح .. وقد لاتنجح .. أو أن كل شئ على ما يرام والأزمة أزمة مالية .. أو أزمة اي شئ
المهم أن تكون القصة عن الحب... ثم باقي التفاصيل تأتي تباعاً.. سواء كانتقصة الحب في اطار كوميدي أو في إطار فيلم عن الحرب!
تلك كانت بداية معرفتي بالحب ..
لاحقاً.. عرفت ما يسمى الجنس .. كنت طفلاً منطوياً خجولاً.. لم أختلط بكثيرمن الاصدقاء .. الجنس كنت أظنها كلمة تعني الخلاعة وقلة الحياء  كالراقصة مثلا .. هكذا قال أبي ..
 كانت دوماً تأتيني تحذيرات بعدم مصادقة من يُعرفون بـ " اصدقاء السوء"..  أسمع الشتائم الجنسية ولا أفهم معناها .. سألت ذات مرة أبي عن معنى سبة شهيرة أسمعها مراراً في الشارع وعنفني بشدة وطالبني بألا أذكرها على لساني مرة أخرى وإلا سيبرحني ضرباً
تأخرت معرفتي بالجنس  بسبب انطوائيتي وقلة أصدقائي .. كنت أظن أن الحب هو أن يقبّل الفتى الفتاة .. وان يعيش معها في بيت واحد .. ويأتي الاطفال بقدر الله كنتيجة تلقائية بعد الزواج دون تدخل أي طرف ...  

لاحقاً .. رزقني الله بمن  أخرجني من ظلمات الجهل .. وقال لي معلومات مشوشة غير واضحة .. في البداية صدمت وظننت نفسي اطلعت على سر من اسرار الكون .. وأصبحت أنظر لكل الناس من منظور مختلف .. أبي وأمي وأنا .. كل الناس .. كل هؤلاء أتو  للعالم عن طريق الجنس .. يا الله .. كل هذا الجنس؟!!

************
************


أتذكر جيداً بعد معرفتي  الأولية بالجنس .. وبعد أن تجاوزت مرحلة الطفولة .. أني بدأت أنظر للجنس على أنه مجرد شهوة.. شئ كالطعام والشراب يجب ان تفعله ..
لكن مع نهاية عهدي مع الأفلام العربية وبداية عهد جديد مع افلام هوليوود..وجدت كلمة تكررت كثيراً في معظم الافلام التي شاهدتها حين كان الحوار عن شئ له علاقة بالجنس كانوا  غالبا يقولون
 " ممارسة الحب" Makinglove
لم أعد صغيراً ... أعرف انهم يتكلمون عن الجنس .. ولكنهم يلقبونه بالحب ..تشوشت افكاري بعض الشئ
.. كلما سمعت تلك الكلمة كنت أفكر كثيراً.. لاحقاً.. عرفت ان الجنس جانب هام في علاقة الحب ..وأن هؤلاء الذين يحبون يفعلونه إثباتاً وتأكيداً للحب ..

************
************


أتذكر جيداً   نهاية عهد الثانوية ....وفي إحدى الجلسات  الأخيرة  في المدرسة ، جمعنا حوار حول ما نتوقعه في الجامعة .. أغلب الكلام كان عن العلاقات المحتملة مع الفتيات .. توقعات الجميع مرتفعة لاقصى حد

شاركتهم وقلت: " ده الواحد هيخربها" ..
الكلمة ليست معبرة عن سلوكي وشخصيتي .. لكن الحوار كان بذئ .. وكنت صامت أغلب الوقت لا أجد ما أشارك به
 أحدهم وقتها نظر لي ساخراً وقال :
" إتكلم على قدك "

ضحك الجميع ولكني نظرت له  وحاولت ان ابتسم وأداري غضبي وقلت : " قصدك ايه يعني؟"
قال :
 " قصدي إنك غلبان .. يعني ملكش فيها..لا شكل ولا منظر..مدهول .. مش هتعرف تظبط يعني "
من بين كل الكلمات التي سمعتها في حياتي  بحلوها ومرها.. تظل تلك الكلمات الأكثر بقاءً في الذاكرة

************
************



أتذكر جيداً  افكار ما قبل دخولي الجامعة  ....طاف في ذهني صورة الجامعة في الافلام... إنها  ليست مكان للعلم .. إنها مكان للحب والحب فقط .. انك تذهب هناك لتفقد عذرية قلبك .. لا يوجد ما يسمى الطب او الهندسة او الآداب .. كلها اشياء ثانوية .. البطل في الفيلم كان يذهب للجامعة.. يحب .. يجتهد في الدراسة كي ينجح ويجد وظيفة جيدة كي يتزوج من يحب .. اجتهاده من اجل الحب .. حتى المؤلف احيانا يتجاهل ان يعرفنا ما اسم الكلية التي يدرس فيها البطل ... لو لم يكن هناك حب لما ذاكر واجتهد .. الحب كان دافعه لكل هذا ..
 " الحب يصنع المستحيل "هكذا يقولون
نصحني أبي بألا اضيع وقت دراستي في التفاهات .. أعرف انه يقصد الفتيات...أبي أدرك أني كبرت وكانت نصيحته لي كنصيحة صديق ليس إلا .. لم يملك أن يمنعني ..ولم أكن أخشى مخالفة نصيحته .. ولكني  بشكل ما نفذتها..ولا أعرف هل نفذتها لاقتناعي  .. أم لقلة حيلة كما قال توفيق؟

***************
***************

أتذكر جيداً أفكار ما بعد مغادرتي لقلعة الحب السينمائي ( الجامعة ) .. وقتها كنت مقتنع أن العالم لايزال واسعاً والعمر طويل ... الجامعة ليست المكان الوحيد .. وبدون ثقافة الافلام لأول مرة في حياتي عرفت ان حب الجامعة ليس هو ما أريد ..

ماذا اريد  اذن؟
بعد انتهاء الجامعة أدركت أخيراً ماذا اريد ..  والأمر كالتالي :

"  نوعي ذكر.. اميل للنساء..مسلم ..  مصري ..الاسلام وعادات البلد تفرض علي أن اعبر عن هذا الميل بشكل واحد فقط وهو الزواج .. انا ملتزم بتلك الافكاروطبيعتي غير قادرة على كسر تلك القيود..افضل أن أحب فتاة قبل أن اتزوجها .. ولاأتصور شئ آخر غير تلك الطريقة للزواج"

*****************
*****************


أتذكر جيداً  مطالبات أهلي لي المتكررة بالزواج .. والفتيات اللواتي رشحوهن لي..

كنت  أحقق دخلاً جيداً  من عملي مقارنة بأقراني .. وهو ما دفع أهلي للإلحاح علي بالزواج .. ليس أهلي .. بل العالم كله .. الخال .. العم .. الصديق .. الزميل.. البقال .. أي شخص اعرفه!!!
وكانت الحجة دوما أني أريد أن أحقق استقراراً أكثر في عملي .. ولكن كنت أعرف ان هذا ليس كل شئ .. وأني على يقين أني حين أجد من أحب لن يكون لتلك الحجة أولغيرها أي وجود.

***************
***************


لااتذكر أن هناك  فتاة أحبتني وحاولت أنتلمح لي بذلك .. فعلتها فتاة مرة ولكني لم اشعر نحوها بأي ميل من أي نوع .. كماأنها كانت تلمح لطوب الأرض وليس لي وحدي!


أدركت بعد ذلك ان المشكلة الحقيقية أني لا أعرف فتيات أصلا .. ولا أختلط بهن .. لا في الجامعة ولا في المدرسة.. ولا العائلة .. ليس لي اصدقاء أصلا.. عملي ذو طابع ذكوري يندر تواجد المرأة به..
وهذا ما جعلني أتوهم أني أحب أي فتاة تجمعني الصدفة بها في أي مكان ...ولولا أني شخص متزن لعشت في تلك الاوهام كثيراً .. ولكني سرعان ما كنت ادرك طبيعة هذا الوهم واعود لصوابي..
لم أحب من قبل .. ولكني أعرف الحب .. أعرفه جيداً.. كل ما أشعر به نحو كلفتاة جميلة ليس حباً!

***************
***************


أتذكر جيداً هذا اليوم في رمضان .. حين دُعينا لإفطار عائلي جماعي .. كان هناك جمع كبير من الأقارب ..في لحظة أكتشفت أني الشخص الأعزب الوحيد في ذلك الافطار .. أحد الرجال المتزوجين كانوا اصغر مني بخمس اعوام كاملة .. وآخر أصغر مني بعام ..

من حين لآخر تسمع في ذلك اليوم المزدحم كلمات محفوظة مكررة
" ايه ياعم مش هتتجوز بقى؟!"
" شد حيلك كده عاوزين نفرح بيك"
كيف أشد حيلي .. ما هو الذي يريدونني ان أشده ؟!! .. إن تزوجت بالطريقةالتقليدية فلا مجال لشد الحيل .. ان الموضوع وقتها سيكون بسيط.. 
 شد الحيل إذن يكون من خلال إيجاد تلك الفتاة التي سأحبها وأتزوجها .. كيف أشد حيلي في هذ أمر كهذا ..
 أعرف صديقاً  في مثل حالتي ينزل الشوارع يبحث عن فتاة جميلة يتزوجها.. يذهب للجامعة ويتفحص كل فتاة تمر .. إلى المول .. يتعرف أحيانا على البعض .. ولكنه لايزال يبحث.. وانا لست هذا الشخص ولا يمكن أن أكون ... فكيف أشدحيلي إذن..

***************
***************


أتذكر عندما بلغت 30 عاماً.. حين بدأت اشعر اني الأعزب الوحيد على هذه الأرض ..حين بدأت أستشعر نظرات الحزن في عين أمي كلما كلمتني في أمر الزواج  ..

حين مرت فترة من الزمن  على اكتشافي حقيقة أني غير مؤهل لفكرة حب ما قبل الزواج :النسخة السينمائية

حين تغيرت إجابة سؤال
 "ماذا أريد؟"


حين أصبحت الاجابة:" نوعي ذكر.. اميل للنساء.. مسلم .. مصري ..الاسلام وعادات البلد تفرض علي أن اعبر عن هذا الميل بشكل واحد فقط وهو الزواج .. انا ملتزم بتلك الافكار وطبيعتي غير قادرة على كسر تلك القيود..افضلأن أحب فتاة قبل أن اتزوجها .. ولكني غير مؤهل بطبيعة شخصيتي لهذا الموضوع .. سنيلم يعد يتحمل مزيد من الانتظار .. هناك مشاكل أخطر من عدم وجود حب .. مشكلة الكبت الجنسي.. هناك مشكلة الوحدة .... المجتمع الذي لا يعترف بالأعزب...


أتذكر حين حدثتني أمي عن الفتاة التي نحن في طريقنا لها الآن .. كل  ماسبق جعلني أقول لأمي :
" هنروح لهم امتى ان شاء الله ؟"

الجمعة، 15 فبراير 2013

كلمات لنفسي..تعليقا على خبر استشهاد محمد محرز




ساهر بالليل أشاهد سلسلة من الأفلام الامريكية وأجاهد النوم حتى أكملها .. غلبني النعاس فأستسلمت فقمت تاركاً اللاب توب يعمل لتحميل بعض  الأفلام عن طريق التورنت .. آملاً أن استيقظ من نومي فأجد تلك الافلام قد حُملت بالكامل .. أستيقظت بعد فترة لأتفقد التورنت فوجدت أنه قارب على الانتهاء .. لا بأس ،  فتحت الفيسبوك حتى أتفقد الجديد .. فربما حدثت كارثة قومية من تلك الكوارث التي اصبحت عادة يومية .. أو ربما فيديو أو خبر طريف جديد .. فإذا بي أجد أن أول ما تقع عليه عيناي وأنا على السرير أغالب النعاس أن محمد محرز استشهد في سوريا !!
مين .. وفين .. وإزاي!!
استغرق الأمر طويلا كي أفيق من الدهشة قبل أن أحزن أو حتى أفكر .. إني أسمع يومياً عن عشرات الشهداء .. أمر على أخبارهم مرور الكرام .. ربما أقول كلمة هنا أو هناك بشكل عابر روتيني لا صلة له بالقلب للأسف .. لكن .. أن يكون الشهيد شخص تعرفه ، أن يكون هذا الشهيد شخص تعرفه وتعرف اسمه وشكله وسيرته الذاتيه.. والأكثر من هذا أن تسمع خبر استشهاده في سوريا وليس مصر .. لم يمت بخرطوش ولا باختناق بسبب غاز مسيل للدموع ، لم يمت في معركة مع الداخلية لأي سبب من تلك الأسباب التي لم أعد أعرفها من كثرتها ، لم يمت بكل تلك الطرق المحفوظة التي أصبحت تقليدية بالنسبة لبلدنا .. لقد مات محارباً .. مات وهو بمقاييس الدنيا ومقاييس الحدود الاستعمارية يحارب في بلد ليس بلده ، ربما يكون وقع هذا الأمر على من يعرف وجهته مسبقاً اقل دهشة .. وهو أيضا كذلك على من هو منغمس في تلك الأفكار مهتم بتلك القضايا، أما شخص تافه مثلي أستيقظ ليتفقد التورنت ليكتشف أن أحد الشباب الذين يعرفهم قد قرر بإرادته الحرة أن يذهب إلى الجهاد ضد نظام هو بمقاييس القانون البشري لا يحكمه ولا يمثل له تهديد ، شاب ذهب بإرادته الحرة بعيداً عن أي عقد نفسية أو رغبة مزيفة في الموت ، شخص مثلي جدير به ألا يدهش فحسب .. بل أن يشعر بقدر هائل من الخزي والعار.
ليت مشكلة أمثالي أني لم أذهب لسوريا كمحرز .. هناك فارق كبير بين أن تفكر وتنفذ .. وبين أن تفكر ولا تنفذ .. وبين أن تفكر وتخاف أن تنفذ .. وبين أن تفكر وتحسب حساباتك المادية الدنيوية قبل أن تنفذ .. هناك فارق بين كل ماسبق ذكره وبين ألا تفكر أصلا في أي شئ !!! ، ألا تكون هناك قضية بالمرة .. أن تكون كل انتماءاتك انتماءات تثبتها بطاقة شخصية وأوراق حكومية صماء ، ولا يوجد على أرض الواقع فعل واحد يؤكد ذلك المثبوت في الأوراق
لقد قرأت لأصدقائي في العالم الافتراضي الكثير والكثير من الكلمات الرائعة ، أقرأها وأستفاد منها حقاً ، نعم لا شك في هذا .. كلام عن الاسلام وعن الجهاد .. والمسلم الحق و.. و.. ولكني لم أكن يوماً أحمل هذا الكلام محمل الجد ، كنت أتنبأ لهم بمستقبل رائع .. ربما في مجال الفكر أو الأدب أو  الاعلام أو ربما الدعوة .. لم أتنبأ لأحد منهم أن يكون مجاهد ، مجاهد بروحه  وبحياته .. حاملاً سلاح يحارب به عدو الله  وعدو البشر والحياة ..
 لم أتخيل في حياتي أحد ممن أعرفهم شخصياً أن يفعل هذا .. ولا ألقي اللوم عليهم في هذا .. ربما العيب مني أني أظن أن الناس  كلهم جبناء مثلي .. وها هو محمد محرز يثبت تلك الحقيقة أن العيب  الأكبر مني ليس فيمن أعرفهم .. أعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في أنفسهم
لا أجد كلام أقوله عن الشهيد ... لقد قيل فيه الاشعار .. وذكر المقربون له أفضاله وأفعاله الخيرة .. هو لا يحتاج لكلماتي الرخيصة التي لو قلتها سأشعر أني كمن يؤدي واجب على سبيل أداء واجب اجتماعي تقليدي ..
أنا وأمثالي من يحتاجون لكلام .. نحتاج لكتب ودروس لخصها لنا محمد محرز في جملة واحدة :" عاجل : استشهاد محمد محرز في سوريا"
أنا على يقين ان استشهاد محرز سيكون اقوى درس يتعلمه كل من سمع الخبر بقلب سليم عموماً، ولكل من كان يعرفه خصوصاً .. ولا ألف كتاب ولا ألف حكاية يمكن أن تؤثر فيك كتلك الحكاية التي تعرفها عن قرب ، وكلما زاد قربك كلما تأثرت واستفدت
أنا وأمثالي من هؤلاء محبي الدنيا وكارهي الموت .. ورغم هذا يدعون العكس ، أدع أني زاهد في الدنيا راغب في الموت والحقيقة أني يائس منها .. أعشقها كغيري وربما أكثر
أقول لنفسي قبلهم .. الدنيا إلى زوال ، سنموت .. تلك الحقيقة يعرفها المسلم والملحد .. فإن كنا نؤمن بالله حقاً كما ندعي.. فماذا عملنا للجنة التي ندع الرغبة فيها  ونؤمن بوجودها، وماذا قدمنا في دنيتنا لنتجنب النار التي نوقن بإسلامنا المفترض أنها قادمة لمن يُكذب ... ماذا فعلنا في هذا ؟
والمهم بل والأهم .. لو لم نفعل بعد .. فهل سنفعل لا حقاً .. ومتى ؟!

أحمد علاء الدين
15-2-2013

الأحد، 6 يناير 2013

حلول عبيطة للزيادة السكانية -بقلم يحيى حقي!!





تصفحت منذ قليل كتاب ليحيى حقي اسمه " تراب الميري" .. وقرأت مقال كارثي عن الزيادة السكانية .. فيه يرى يحيى حقي أنه في الماضي حين كانت الوفيات بين الاطفال متزايدة لم يكن هذا تحديداً بسبب ضعف الامكانات الطبية .. ولكنه كان توازن تلقائي يتم بفعل (الطبيعة الأم ) لأن هؤلاء الاطفال حين يكبرون سيكونون بلا مستقبل.. كما أنه يلوم بشكل خفي على الحكومة أنها تدخلت وحسنت من الظروف الصحية كما أنها اصبحت (وللأسف) تعطي للموظف علاوة مع كل مولود زيادة كي تساعده على تحمل نفقاته
كما أنه يرى من ضمن الحلول لعلاج التكدس السكاني هو أن تركز الصحف والمجلات على التريقة على الفقراء اصحاب العيال الكثيرة بإظهارهم في الكاركاتير بصورة مذرية مثيرة للشفقة وان تتوقف الصحف قليلا عن التريقة على الاغنياء وتركز مع هذا النوع 
كما انه يطالب الحكومة بأن تشجع الهجرة !! .. ويطالب بأن تحفظ مصر حقها في نصيب جيد من الأعداد المهاجرة للدول المتقدمة ( شحات وبيتأمر)

ثم بعد كل هذا تجدهم في الصحف والتلفزيون يصدعون رؤوسنا بجيل العظماء الفظيع الذي لم يُخلق مثله في البلاد!