الأربعاء، 31 أكتوبر 2012

أن تكون وسطاً بين الجهل والعلم


أن تكون جاهل فلن تمثل لك مشكلة .. فالجاهل في الغالب يجهل حقيقة انه جاهل أصلا .. أن تكون متعلم ومثقف فهي مشكلة لأنك تدرك حقائق الحياة وحجم مشاكل العالم الحقيقية وحجم مشاكلك الشخصية أيضا ... أما المصيبة والمأساة الحقيقية هي أن تكون وسطاً بين الجهل والعلم .. فأنت تعرف حقيقة أنك جاهل وتعرف مأساة الجهل والجهلاء وتدرك مدى الظلام الذي تعيش فيه وتلوم نفسك وتجلد ذاتك على جهلك وتقصيرك .. وفي نفس الوقت تعرف ولو نبذة عن الحجم الحقيقي لمشاكلك ومشاكل العالم من حولك وتتعذب بما تعرف

الثلاثاء، 30 أكتوبر 2012

لماذا تصيب الكوارث الطبيعية الدول الفقيرة أكثر من الدول الغنية ؟


بمناسبة إعصار ساندي في الولايات المتحدة  الذي يحدث في تاريخ كتابة تلك السطور تذكرت للتو ذلك السؤال الذي لم أكن أجد له إجابة من قبل .. منذ فترة كنت أشعر وكأن الله قد غضب على الفقراء في كل العالم فقرر ان يعاقبهم .. أو أنه يحبهم فيريد ان يبتليهم .. كلها طبعاً تصورات ساذجة .. إلى أن هداني الله لكتاب محمد يونس " عالم بلا فقر " عن تجربة بنك الفقراء في بنجلاديش ووجدت فيه الإجابة المثالية 

يقول محمد يونس في كتاب " عالم بلا فقر" :

معروف أن بنجلاديش منذ تأسيسها إحدى أفقر دول العالم .. كان تاريخنا عبارة عن معركة مستمرة ضد عدد من أكثر الظروف المعيشية تحدياً في العالم .. تمثلت في أكتظاظ شديد وفيضانات غامرة وكوارث طبيعية .. ولقد أضيف اليوم قلق جديد وهو خطورة الغمر واسع النطاق لاراضينا المنخفضة بسبب ارتفاع منسوب مياه البحر المرتبط بظاهرة الاحتباس الحراري العالمي .. ولاعجب أن كثير من الناس

 حول العالم لايذكرون بنجلاديش الا بإعتبارها دولة كوارث دائمة ..
ما الخطأ في بنجلاديش ؟!! هل هي دولة ملعونة؟
المشكلة الحقيقية في بنجلاديش ليست في الكوارث الطبيعية وإنما في الفقر المنتشر والذي هو من صنع الانسان .. ففي دول أخرى تقع الاعاصير والفيضانات والسيول ولكنها في أغلب الحالات لا تتسبب في حدوث البؤس الانساني بالحجم الذي نراه في بنجلاديش ويرجع ذلك إلى أن الناس في هذه الدول يتمتعون بالثراء بدرجة كافية لبناء نظم حماية فاعلة وسدود قوية لا تقع .. فالأنهار الموجودة في كندا وانجلترا وفرنسا تسبب سيولا مماثلة لتلك التي تحدث في بنجلاديش ولكن تجريف الوحل وبناء الجسور هناك قلل من آثارها وتهديدها للحياة البشرية
.. الفقر لا يدفع البشر لحياة صعبة غير سعيدة فحسب .. بل يعرضهم لمخاطر تهدد حياتهم .. ويحرم الناس من اي مظهر من مظاهر السيطرة على مصيرهم 



حتى أعتى الكوارث في الدول الكبرى ... تقوم بعدها تلك الدولة بفترة وجيزة كما كانت .. وصدق توفيق الحكيم حين قال في كتاب " حديث مع الكوكب" أن الدولة القوية لا تهمها الكارثة .. لأنها تملك مقومات النهوض بسهولة .. ولنا في دولة مثل اليابان عبرة ... 

إن الله لايبتلينا ولا يعاقبنا .. إنه لم يظلمنا .. بل نحن الظالمون

الاثنين، 3 سبتمبر 2012

أن تكون كاتباً في بلد كمصر!


         قد يستعجب البعض أن ينصح شخص مثلي مبتدئ في مجال الكتابة أن يتوجه بنصائحه وأفكاره  للآخرين حول هذا المجال .. وربما لست حتى في مرحلة المبتدئ فلم أبدأ في شئ حقيقي بعد.. إنه شئ يفقد كلامي مصداقيته .. فالنصيحة حين تأتي من  شخص بلا تجربة أو خبرة لا تلقى أي إهتمام.. ويستخف بها الكثير
ولكن رغم كل هذا أجد أن عندي بعض  من الأفكار والآراء والانطباعات الأولية حول مجال الكتابة والأدب بصفة عامة .. هذا لأني أحب هذا المجال وأبحث فيه ولو على مستوى صغير بشكل عشوائي وغير علمي..  وبالذات في الفترة الآخيرة السابقة لكتابة هذه السطور.. حيث أنني أصبحت أفكر في فعل الكتابة نفسه أكثر من تفكيري في أن أكتب أو أن ابحث عن فكرة ما لقصة او مقال ..بدأت أقرا بعض السير الذاتية للكتاب السابقين والحاليين.. وأتأمل كثيراً في حياتهم .. وحياة من حولهم وأضع نفسي مكانهم .. وكانت حصيلة تلك القراءات مجموعة من الملاحظات.. أعرضها  في شكل نقاط ولك مطلق الحرية في أن تتفق أو تختلف معي ..
( ملحوظة مهمة : انا في تلك الملاحظات أتكلم عن صعوبة ان تكون كاتب جيد ورائع ومحترف .. لا أن تحمل في البطاقة في خانة الوظيفة كاتب أو أن تنشر كتاباً والسلام .. فما أكثر من يكتب وما أقل العباقرة والمبدعين الحقيقيين)
1- أول شئ يعيب مجال الكتابة.. هو أن الكل يكتب!!!
المتابع منكم لرسائل كبار الأدباء سيجد أنهم يشتكون من كثرة الأعمال المقدمة لديهم من أدباء شبان كي يبدو رأيهم فيها .. حتى أن أحمد خالد توفيق كان يحكي أنه يخرج من أي ندوة يقيمها وهو محمل بكم كبير من الأوراق وهي أعمال معجبيه الشباب..
نعم الكل يكتب فالكتابة ليست عمل صعب.. وبالذات في عصرنا هذا حيث انتشر التعليم وأصبح الانسان الذي يجيد القراءة والكتابة انسان عادي جداً .. وهذا بخلاف ماضينا البعيد حيث كان للكاتب ثقله ووزنه .. وكان الشخص المجيد للقراءة والكتابة شخص له وزنه واعتباره ويتباهى بكونه يجيدهما.. أما الآن فأصبحت إجادتك للقراءة والكتابة أمر طبيعي..
المقصود بهذا الكلام هو أن أداة الكتابة نفسها أصبحت منتشرة .. وربما بالذات في عصرنا الحديث أكثر وأكثر بانتشار الانترنت  و الحواسيب و النشر المباشر بدون حتى الحاجة لناشر .. كل هذا جعل هناك حالة من الانفجار في مجال الكتابة .. الكل بلا استثناء يكتب.. فمن منا ليس لديه حكايات يريد أن يرويها .. أو آراء يريد أن يبديها ..من منا ليس لديه خيال يوحي إليه بأفكار سواء كانت ساذجة أو عبقرية .. ولكنها في النهاية تستحق الكتابة والنشر من وجهة نظر صاحبها ..
لا شك أن كثير من الناس من هؤلاء الذين يمتلكون حكايات وأفكار وخيال وعندهم القدرة (التقنية وليس الابداعية ) على الكتابة  يتمنون لحكاياتهم وآراءهم أن تصل لأبعد مدى ممكن من حيث الانتشار ... لذا فأصبح المعروض في حقل الكتابة كثير جداً .. وأصبحت كلمة " كاتب" أو " أديب" وحتى " مفكر" ومحلل استراتيجي كلمات  شائعة مستهلكة ببشاعة .. لا يشترط لكي تنال اللقب أن تحصل على درجة ما علمية .. أو أن تصل بأعمالك لمستوى معين تستحق فيه اللقب فتنشر لك أعمال تنال استحسان  استحسان العامة.... فقط أكتب وأنشر ما تكتب على أي شئ وتستطيع أن تلقب نفسك بالكاتب أو المحلل الاستراتيجي أو المفكر... تستطيع أن تكون ما تشاء مع نفسك... ولكن لو جئنا للشق الاحترافي.. أي أن تصبح كاتب محسوب ضمن الشخصيات العامة المعروفة للناس كافة .. تنشر له كتب وتباع في كل مكان وتكتب في الصحف والمواقع الشهيرة بصفة ثابتة على الانترنت  ويصبح  لك وزن حقيقي فالأمر صعب جداً... لأنك ستجد نفسك نقطة في بحر.. حتى الفرصة التي تريد أن تأخذها من أجل أن يقرأ كلامك ناشر أو رئيس تحرير في جريدة ستكون فرصة صعبة ..  أتذكر بخصوص هذا حكاية رواها محمود السعدني في مذكراته " الولد الشقي – الجزء الثاني " عن بدايات عمله بالصحافة حين كان له صديق رسام  وهو كاتب وكلاهما يسعى لشق طريقه في مجال الصحافة  .. صديقه الرسام  أستطاع بسهولة أن يعمل في أكثر من جريدة عكسه هو فقد لاقى الكثير من الصعاب كي يلتحق بأي جريدة .. وحتى كي ينشر أي كتاب.. لماذا؟ لأن الرسم يعبر عن نفسه ... لا أحتاج ساعة لأن أحكم على رسام كاركاتير أنه جيد أم سيء.. فقط يعرض علي رسمه وبنظرة واحدة سأستطيع أن أحكم عليه .. أما الكاتب.. فأنا مضطر أن أقرأ وأدقق ويختلف حكمي حسب ميولي وحسب توجهاتي ..
لو تخيلاً على سبيل المثال  أن هناك  عشرة رسامين متقدمين لجريدة ما.. وعشرة كتاب متقدمين لنفس الجريدة
لو عرض كل واحد من هؤلاء أعمالهم على الجريدة .. كم سيستغرق هؤلاء من الوقت وكم سيستغرق هؤلاء؟!
نفس الحال بالنسبة للمطربين والممثلين.. المطرب والممثل لا يحتاج لوقت طويل كي تدرك أنه موهوب.. اما الكاتب فلابد أن تدقق كثيراً فيما كتب والأمر في النهاية سيعتمد على طبيعة تقييمك قبل أي شئ

2-  كل إنسان بلا شك يسعى لتحقيق مستوى رفاهية جيد في حياته..وبالطبع المستوى المطلوب ونوع الرفاهية يختلف من شخص لآخر.. ولكن كلنا نشترك في نفس الرغبة بإختلاف درجاتها  .. ولا يأتي هذا بالطبع عند معظم الناس إلا بالعمل .. والناس أنواع .. فئة تعمل من أجل المال .. وآخرين يعملون من أجل إثبات الذات والمال في نفس الوقت.. الذي يعمل فقط من اجل المال يستطيع أن يعمل أي شئ.. لا يشترط لديه أن يكون العمل شئ يحبه ام لا.. هو في الواقع لا يفضل نوع معين من العمل.. العمل المفضل لديه هو الأكثر ربحاً والأقل تعباً وقلقاً..لا يشترط نوع العمل ..
. أما من يعمل لإثبات الذات والمال معاً فهو شخص يهوى مجال ما بشدة ولا يرى نفسه إلا فيه.. ولا يرى أنه يصلح في أي شئ آخر إلا هذا المجال.. إنه يسعى مثل كل الناس لأن يجمع مزيد من المال ليحقق له الرفاهية المطلوبة .. ولكنه لا يريد أن يجمعه من أي طريق .. بل من طريق معين .. من طريق محبب إليه.. فهو يرى أن جمع المال والعمل في المجال الذي يحبه هو هدف واحد .. أو هدفان متساويان من حيث الأهمية .. لذا فيصر محب الطب على العمل كطبيب والمهندس كذلك والممثل والمغني وأيضا الكاتب..
ولكن الكاتب مشكلته كبيرة في هذا الأمر.. وبالذات في دولة مثل مصر أو في الوطن العربي بصفة عامة .. حيث أن مجال الكتابة نفسه ليس أفضل مجال لجلب المال في هذا الوطن.. بل هو مجال لا يجلب أي مال بالمرة.. ولكي يجلب المال يحتاج إلى عمر طويل وإلى تضحيات كثيرة .. هذا في حال ما إذا تخصص الإنسان في الكتابة فقط وترك كل شئ .. لذا ستجد أن أغلب الأدباء المعروفين كانوا يعملون موظفين .. وأشهرهم بالطبع نجيب محفوظ الذي قال حين سئل ذات مرة في حوار تلفزيوني عن مدى حبه لوظيفته :" أنا لا أحب الوظيفة هي فقط وسيلة تساعدني لأن أعمل في الأدب فهو معشوقي الأول "... وهذا يرجع بالطبع إلى أن سوق القراءة في الدول العربية اصلا ضعيف .. فلا أحد يقرأ .. وبالتالي لا أحد سيربح من الكتابة .. وإن ربح منها فهو يربح إما بشكل مؤقت  أو بحصيلة قليلة لا تسمن ولاتغني من جوع
3-  في الدول الفقيرة  مثل مصر أنت غير حر طليق تستطيع مثلا أن تتفرغ عام لكتابة رواية ما .. تعرف جيداً أنك لن تجد ربما من يصرف عليك هذا العام.. وحتى بعد نشر الكتاب في الغالب لن تحصد ثمار هذا التفرغ.. هذا إذا وضعنا في الاعتبار أنك متزوج وعندك أولاد ومصاريف ومسئوليات .. لذا فإذا أردت أن تعمل في هذا المجال.. فلا يمكنك أبداً أن تضع في اعتبارك أنك ستتفرغ تماماً .. رغم أنفك لابد أن يكون هذا المجال شئ جانبي في حياتك اليومية .. حتى لو كان غير ذلك بداخلك.. إن صورة الكاتب المفكر الذي يذهب لمكان منعزل يفكر فيه بعمق ويعيش حياته بالطول والعرض كما تظهر في الافلام هي فكرة لا وجود لها على أرض الواقع في بلاد كبلادنا.... خصوصاً إذا كنت تريد أن تحيا حياة اجتماعية طبيعية

تلك هي بعض الملاحظات العشوائية .. لا أملك حلول حقيقية لأخبرها لك .. ولكني لا أضعها كي اقول ان الامر مستحيل .. فلا يوجد مستحيل على من يملك حلم حقيقي وطموح قوي!

الجمعة، 1 يونيو 2012

هل شعبية الإخوان انخفضت في الانتخابات الرئاسية؟

مع إعترافي بإنخفاض شعبية الإخوان الكبير عنها في بداية الثورة إلا إن التحجج بأن مرسي أخذ 5 مليون صوت نتيجة انخفاض الشعبية لهو أمر غير دقيق.. في البداية المشكلة في مرسي نفسه .. هو للأمانة شخص غير مقنع ولا يمتلك تلك الكاريزما التي قد تجعلك معجب به بدون أن تقرأ أي من برامجه .. هذا بالإضافة أن طبيعة الانتخابات الرئاسية نفسها تفرض على الإخوان أن تقل اصواتهم لهذه الدرجة .. لأنه في الانتخابات البرلمانية لم يكن أمام الناس الكثير من الخيارات على عكس ما يتصور البعض من كثرة المرشحين الذين كانوا بالمئات في كل دائرة .. كانت كلها أسماء مغمورة والمشهور منها غالباً ما يكون فلول .. عكس الإنتخابات الرئاسية اللي كانت البدائل الوطنية الغير منتمية للنظام السابق متوافرة .. وده اللي يخليني منبهر بالنتيجة اللي عملها مرسي اللي بالنسبة لي مبثابة إنجاز

الخميس، 31 مايو 2012

في الصراع بين مرسي وشفيق :" لماذا لا أتعاطف مع من يكرهون الإخوان"؟!

حاجتين مخليني مش مقتنع بمدى أحقية كره كثيرين للإخوان.. أول حاجة هي أنه وقت الجد وفي اللحظات الحاسمة  لا يتكلم كثير من (المحللين الاستراتيجيين ) والإعلاميين والنخب السياسية في وسائل الاعلام عن الإخوان (الخونة الذين باعوا الثورة) بل يتكلمون عن الدولة الدينية وحكم المرشد اللي هيقطع الأيدي والأرجل من خلاف وخرافات الحكم الديني اللي هيحكم بإسم الله وهيقعد عشروميت سنة عقبال ما تشيله!! .. فبيطلع إن كل حوارات خيانة الثورة ودم الشهيد مجرد غلاف خارجي للصراع الحقيقي بين الاسلاميين والعلمانيين ... تاني حاجة هو إني بتفاعلي مع الناس بأكتشف إن أغلب أسباب كرههم للإخوان أسباب  برضه ملهاش علاقة بموقف الإخوان من النزول للشارع كما يعتقد البعض  وهي اسباب على غرار :" الإخوان من ساعة ما (مسكوا البلد) وكل حاجة بايظة الاسعار والبوتجاز والبنزين" و ابقى قابلني لو عرفت تفهم المواطن الغلبان ان فيه فرق بين سلطة تنفيذية وتشريعية لإنهم كلهم من وجهة نظره " الحكومة" .. وإما أيضا أنه يردد العبارة الخائبة بتاعة الاخوان هيسيطروا على كل حاجة وهيبقوا حزب وطني جديد وعدم إدراكهم للفرق في الطريقة  بين وصول الاخوان للحكم ووصول الحزب الوطني ... لهذا لا أتعاطف مع كثير من دعاوي الكراهية للإخوان لأنها معظمها تقريبا لا يخرج من هذين السببين!

الأربعاء، 16 مايو 2012

فقير يبيع صوته بالفلوس .. وغني يصوت من أجل مصلحته

لا أخشى هؤلاء المساكين الجهلاء الذين من الممكن أن يبيعوا أصواتهم من أجل كيس سكر أو زجاجة زيت كما يصدعون رأسنا في الإعلام.. بل أخشى من هؤلاء الأغنياء الذين وصلوا لأقصى مراحل التعليم ومع ذلك يدعمون بأصواتهم وبأموالهم الشخص الذي سيحافظ لهم على مكاسبهم التي قد تضيع.. ولنا في انتخابات البرلمان عبرة حين كان الفلول ينجح أكثر ما ينجح في دوائر الاحياء الراقية ويفشل في الدوائر التي يتهمون أهلها ببيع أصواتهم..
ومع الأسف يصب الإعلام جام غضبه على هذا المسكين .. ولا يلتفت ولو للحظة للخائن الحقيقي

السبت، 21 أبريل 2012

عن كوميكس "أساحبي" أتحدث

 
 
عندما أشاهد الكوميكس عن العيال السرسجية اللي بييقولوا " أساحبي" بأفطس من الضحك .. بس من حين لآخر شئ ما بداخلي يشعر بالذنب لسخريتنا من جماعة من البشر كان قدرهم في الحياة ألا ينالوا القسط الكافي من التعليم .. وإن أي حد فينا كان معرض لنفس المصير إنه برضه يقول أساحبي وخور ياض و يروح ستوديو يتصور صورة وهو عايش في دور الفنان اللي بيسبل للكاميرا وداهن شعره بجيل زحلقة.... ولكن الله نجانا من هذا .. الحمد لله الذي عافانا مما ابتلى به الآخرين
 
#Egypt_sarcasm_society  #أساحبي

السبت، 14 أبريل 2012

ذكرياتي الساذجة مع الانتخابات


(كتبت هذا المقال قبل الثورة في أثناء انتخابات مجلس الشعب المزور عام 2010)


أكتب هذا الكلام يوم 28-11-2010 .. أي في يوم الأحد .. يوم بداية الانتخابات التشريعية المصرية لعام 2010

هذا العام رأيت بنفسي و سمعت بأذني و عرفت أن هناك فساد و تزوير.. و هي للأمانة أول أنتخابات أتابعها بشكل حقيقي..

كل الإنتخابات السابقة لم أستوعبها بالمرة ..و لا أتذكر تفصيلة صغيرة منها للأسف

فأول أنتخابات عاصرتها في حياتي كان عمري وقتها 4 سنوات .. و الثانية كان عمري 9 سنوات.. و الثالثة كان عمري 14 عاماً..

و كل هذا و أنا أعيش في بيئة لا تسمح لي أن أتابع الأخبار.. سواء على مستوى المحيطين بي من بشر..و كلهم ليس لهم اهتمام يذكر بالشأن العام.. أو على مستوى وسائل الاعلام عبارة المحيطة بي و التي كانت تتكون من التلفزيون المصري و جريدة الأهرام و أحيانا الأخبار و الجمهورية .. فماذا تتوقع؟!

....

إن كلمات مثل تزوير و شرعية و بلطجة و حتى " حزب وطني" و " إخوان " و " معارضة" لم تكن كلمات معتاد أن أسمعها .. لا أتذكر أنني عرفت أن هناك شئ اسمه الحزب الوطني الا بعد فترة كبيرة من عمري.. و لا أتذكر تماما أني سمعت اي شئ عن التزوير في الانتخابات.. بل اني كنت لا أعرف أصلا لماذا تقام الانتخابات..

كل ما كان في ذهني عن السياسة المصرية هو أن مبارك رجل " كويس" و أن كل المشكلة في " الحاشية" التي تحيط به..

ثم في أنتخابات 2005 كان عمري وقتها قد قارب على العشرين.. وقتها من المفترض أني شاب ناضج واع.. و لست طفلاً بعد.. و لم يكن الإعلام بهذا الانغلاق الذي كان حين كنت صغيراً...

إلا أن أشياء كثيرة لم تتغير في ذهني لأسباب عدة ..

فلازلت لا أشاهد سوى التلفزيون المصري- فليس عندي غيره-.. البيت بيتك( وقتها) و قناة النيل للأخبار.. و ما شابه..

أقرأ الأهرام فقط و لا شئ غيره..

الأنترنت لم يكن قد دخل حياتي بالمرة و لا أعتقد وقتها أنه كان له هذا الدور المؤثر الآن..

كما أن الناس من حولي لازالوا هم الناس.. نفس حالة الجمود الفكري .. و لكن المصيبة في تلك الفترة هي إختلاطي ببعض السلفيين من أنصار مبدأ طاعة ولي الأمر..

هؤلاء الناس للأسف أضروني فكريا كما لم يضرني أحد من قبل..

الإخوان شياطين .. الحاكم ربنا يهديه .. و يبارك الله لنا فيه لأنه ولي الأمر الساهر على راحتنا .. أمن الدولة ليسوا ظلمة .. فهم كأسمهم .. أمن للدولة

كل هذا و أكثر كان يبث في أذني ليل نهار ..حتى أنني كنت أرى الظلم عياناً بياناً و اسأل نفسي .. هل من المعقول بعد كل هذا ألا أثور على الحاكم ... و كنت أصبر نفسي بأن هذا أمر الله و يجب الصبر حتى لا تشيع الفتنة و الفرقة في البلاد!!!

كل تلك الظروف كانت تحيطني في انتخابات 2005

لم اشارك فيها ايضا بشكل عملي.. فلم يكن في ذهني عمل بطاقة انتخابية .. اضافة الى انها ثقافة لم اشاهدها في حياتي و لم افكر فيها وقتها

الا انني شاركت بالفرجة الخاطفة من حين لآخر ..

وقتها كنت أكره الإخوان كره العمى و أنظر لهم كما قلت على أنهم شياطين .. و حين فازوا بال88 مقعد شعرت بالاحباط و الخوف أن يسيطروا على البلد و يضيعوها!!

هذا في الانتخابات التشريعية

أما في الانتخابات الرئاسية ..فالأمر مختلف.. فكما قلت فأنا كنت متابع جيد عن عدم وعي للتلفزيون المصري..

حين أعلن الرئيس تعديل الدستور و فتح باب الانتخاب المباشر على منصب رئيس الجمهورية .. شعرت وقتها أن هذا الرجل عظيم للغاية !

و تعجبت ممن يعارضون القرار.. حتى أنني سمعت احد الممثلين يعلق على معارضة المعارضة للتعديل فقال: " طبعا لازم يعارضوا .. ما هم اصلا معارضة و كل شغلهم في الحياة المعارضة و خلاص"

وقتها كنت اشعر انها كلمة حكيمة جداً..

فلعنت المعارضة جميعاً و احسست أنها كيانات حمقاء.. و بدأت اشعر بالارتياح لحسني مبارك.. الرجل الذي أتاح لأي شخص أن يرشح نفسه ..

و حتى حين اطلعت على الشروط التعجيزية في المادة 76 من الدستور.. لم تتغير وجهة نظري .. و رددت بكل بساطة ما يقوله النظام :" بالعقل كده ..واحد مستقل عاوز يبقى ريسو مش عارف يجمع كام صوت من اصوات اعضاء المجالس التشريعية و المحلية .. عايز يحكم بلد ازاي؟!"

كان هذا الكلام يردد في كل مكان.. حتى أن أحد الشيوخ عندنا قاله في درس له بعد صلاة الجمعة !!

و حين شاهدت الأسماء المطروحة على الساحة امام الرئيس تمنيت من كل اعماقي أن يفوز الرئيس بالانتخابات كي لا يفوز واحداً من هؤلاء !!

..............

.............

كل هذا للأسف كان حقيقي .. و أنا أشعر بالأسف حين أتذكر أني كنت كذلك

أحمد الله على أنه هداني لمعرفة الكثير من الاشياء عن حقيقة الأمر و كيف يدار.. و أحمده على أنه هداني لأن يسقط من عقلي الكثير من الأفكار التي لازال حتى الآن لها معتنقين بل و مروجين و دعاة

احيانا اتحسر على نفسي .. و أحسد الأجيال الجديدة التي ترى كل شئ بفضل الاعلام المفتوح.. فتجد الشاب صاحب ال14 عام يعرف مطالب البرادعي السبعة بينما أنا عندما كنت في مثل عمره لم أكن أعرف ما هو معنى " الحزب الوطني"

بإذن الله لو كان في عمري بقيه سيزداد الوعي الضائع مساحة و بإذن الله سأعوض أيام الغيبوبة

قد يسأل سائل لماذا اكتب هذا الكلام عن نفسي.. و ما فائدته..

في الحقيقة أردت أن أكتبه لمن هم الآن في مثل حالتي القديمة ..

ممن لازالوا يشاهدون الاعلام الرسمي و يؤمنون بأفكاره..

و ممن لايزالون يقرأون الأهرام و الأخبار

ممن لايزالون يرددون الجملة العقيمة :" مبارك رجل صالح .. المشكلة في من حوله من فاسدين"

ممن لايزالون مؤمنين أن طاعة ولي الأمر شئ مفروغ منه لا يقبل الجدال.. و أن الانتخابات حرام لأنها تثير الفتنة

لا يزالون يرون أن الشر هو الاخوان ..

لايزالون للأسف يؤمنون ان مصر بخير.. و أنها بلد الأمن و الأمان.. و لكننا نعاني أزمة جحود و طمع و ضمير ( فقط)

أقول لهم أقرأو كلامي هذا و أبحثوا وراءه ووفروا على أنفسكم سنوات من الغيبوبة

عزيزي المواطن الشريف.. لست وحدك في هذا الوطن



المواطنون الشرفاء حقاً (وليس كما يسميهم العسكري) هم من قاموا بالثورة وهم من أحبوها وأيدوها وكرهوا النظام السابق ... وهؤلاء هم القوة الفاعلة الحقيقية في البلد.. ورغم قلتهم بالنسبة لجموع الشعب المصري إلا أننا لا يجب أن ننسى أنهم متواجون .. ولا ننخدع بآراء المواطنون الأغبياء الجهلاء في هذا الوطن محبي الاستقرار وراكبي عجلة الانتاج والذين من كثرتهم حولنا نظن أحياناً أن الثورة وهم وأنه لا يوجد شخص في هذا الوطن يؤيد تلك الثورة.. أتذكر جيداً أجواء بداية الثورة حين كنت أجد العشرات ممن أعرفهم شخصيا يسبون ويلعنون الثورة حتى كنت أظن أنني لن أجد شخص في الميدان وحين كنت أذهب أجد قوم آخرين لا يمتون بصلة لهؤلاء الجهلاء... لذا أنا متفاءل وربنا كبير!

الأحد، 8 أبريل 2012

اللهم عليك بمؤيدي عمر سليمان






الطريف في مؤيدي عمر سليمان (من الجهلاء وحزب الكنبة) أنهم حين تقول لهم أن الرجل تاريخه ملوث وتأتي لهم بالأدلة يقولون لك فبركة .. وحين تسألهم عن سر تأييدهم له فيقولون أن الرجل خبرة ووطني.. فتطلب منهم مواقف تثبت وطنيته فتجد أنهم لا يعرفون عنه شئ.. أشعر في عيون بعض هؤلاء الجهلاء بسعادة غامرة بترشح عمر سليمان وأكبر سبب للسعادة هو أنهم يريدون شخص ينتقم من الثورة التي خربت البلد ودمرت كل شئ وسببت في توقيف عجلة الإنتاج والانفلات الأمني... أنا أعلم أن هؤلاء في الوطن ليسوا الغالبية العظمى وأن أي إنتخابات نزيهة لن تجعل هذا الرجل ينجح أبداً.. ولكني فقط أتعجب من قدرة الله سبحانه وتعالى على أن يخلق أناس بتلك السماجة والسذاجة والغباء والأمراض النفسية والعقلية .. اللهم اهلكهم بدداً ولا تبق منهم أحدا

كانوا بيعملوا إيه زمان قبل أفلام السكس- مشهد من فيلم البوسطجي -1968

الأربعاء، 4 أبريل 2012

الناس العبقرية

الناس أنواع.. نوع عبقري وهو عارف إنه عبقري والناس بيقولوا له انه عبقري..
ونوع عبقري مش عارف انه عبقري والناس بتقول عليه عبقري..
ونوع عبقري وهو عارف انه عبقري بس محدش عارف انه عبقري..
ونوع مش عبقري بس فاكر نفسه عبقري وقادر يقنع كل الناس إنه عبقري ..
ونوع مش عبقري وهو عارف انه مش عبقري ومش بيحاول يثبت للناس انه عبقري بس برضه الناس بتقول عليه عبقري ...
ونوع مش عبقري وهو عارف انه مش عبقري ومش بيحاول يبقى عبقري ولا حد بيقول عليه عبقري
(تمت)

الثلاثاء، 3 أبريل 2012

خيرت الشاطر- حسني مبارك.. مقارنة بين جريدتي الحرية والعدالة والأهرام


لا أعرف لماذا حين شاهدت صورة الصفحة الاولى من جريدة الحرية والعدالة الخاصة بالحزب وهو العدد الخاص باليوم الذي يلي اليوم الذي اتخذ فيه الاخوان قرار ترشيح الشاطر.. لا أعلم لماذا فوراً تذكرت هذا العنوان التاريخي للأهرام في عيد ميلاد مبارك حين قالت فيه " يوم ولدت مصر من جديد"..
حتى لا يظن اي اخواني اني اشبه الشاطر بمبارك ... فأنا لا أقول هذا بالمرة ( ملحوظة على جنب الشاطر ومبارك مولودين في يوم واحد 4 مايو ولكنه تشابه غير مقصود ) .. كل ما في الأمر اني أعلق على التشابه بين الأداء الصحفي في الجريدتين... التهليل والهويل المبالغ فيه ..

فأما تهويل الاهرام لحدث عيد ميلاد مبارك فمعروف.. ولا يحتاج منا لتحليل او وقفه فما هو الا نقطة في بحر.. أما عن تهويل جريدة الحرية والعدالة لقرار ترشيح الشاطر.. ووصفها بالكذب ان الشارع في حالة ارتياح و.. و.. الخ.. فهو المستغرب خصوصاً من بعد الثورة .. تستطيع جريدة الحرية والعدالة ان تمدح مرشحها كما تريد .. ولكن يجب ألا تدعي غير الحقيقة .. التي لو نزلت لأي شارع ( حتى لحظة كتابة هذه السطور 2-4-2012) ستجد أن هناك حالة ضيق من كذب الاخوان على الشعب بخصوص ترشيحها لمرشح رئاسي عكس ما وعدت به من بدايه الثورة حتى بضع ايام قليلة فائتة

أسال الله ألا يأتي اليوم الذي نجد فيه صورة الشاطر في الأهرام في نفس اليوم ( 4 مايو عيد ميلاده) ليقول لنا رئيس تحرير الاهرام وقتها :
" يوم ولد الإسلام من جديد"

الاثنين، 2 أبريل 2012

مسرحية الهمجي وترشيح الاخوان لخيرت الشاطر من أجل مصر!!


مقارنة بين موقف حدث في مسرحية محمد صبحي " الهمجي" وبين قرار جماعة الاخوان ترشيح خيرت الشاطر بحجة أن هذا حفاظاً على الثورة .. وفي الحقيقة هو مجرد سعي للسلطة تحاول الجماعة تغليفه في شكل مهذب ... لأن الجماعة لا تريد أن تدعي أبداً أنها تسعى الى السلطة ودوما تردد شعارات من باب " مشاركة لا مغالبة و اشياء من هذا القبيل

الجمعة، 2 مارس 2012

مجهود شاق

كعادتي حين لا أجد نفسي أريد أن أكتب شيء ما أكتب عن الكتابة نفسها !!

مرت مدة طويلة على آخر شئ حقيقي كتبته ولو حتى على سبيل تدوين الخواطر ... قد يكون هذا عادي بالنسبة لأي شخص ولكن بالنسبة لشخص مثلي هو مشكلة حقيقية .. الكتابة بالنسبة لي لا تمثل فقط هواية أفعلها من حين لآخر.. مؤخراً اكتشفت أن الكتابة هي الشئ الوحيد الذي أدعي أني أحبه وأدعي كذلك أني أجيده نوعاً ما...

لا يوجد شئ آخر في حياتي أدعي إجادته .. قد تسمي هذا عدم ثقة بالنفس .. أو شعور بالدونية .. قد تقول أنه نوع من التواضع .. ولكن أنا وحدي فقط من يعرف نفسي ولست أكثر مني معرفة بها .. أن لست أجيد أي شئ آخر... إلا الكتابة..

ما يجعلني أدعي أني أجيد الكتابة نوعاً ما هو أنها الشئ الوحيد الذي مارسته وقال لي البعض أني قمت بعمل جيد...قالوها بصدق وبدون مجاملة .. أعرف هذا .. بطبعي لست أمدح نفسي أو أدعي أني أجيد شئ.. ولكني بالفعل أجد نفسي أجيد الكتابة وإن كنت لست الأفضل في هذا ولا يوجد أبداً ما يسمى الأفضل في أي موهبة أو أي إبداع.. الأفضلية تتحكم فيها أشياء كثيرة ولها معايير عدة.. قد يكون هذا الكاتب أفضل لأنه الأكثر مبيعاً .. أو أفضل لأنه الأكثر فصاحة ..أو أكثر ثقافة .. أو أن شخص ما يعتبره الافضل لأنه يعبر تماما عما يريد قوله.. الأفضلية ليست حكراً على أحد.. أن تكون جيد ورائع هو في حد ذاته انجاز.. أما أن تسعى لأن تكون الأفضل بلا منازع فأنت تضيع وقتك وتفهم الأمور بشكل خاطئ

أعود إلى نقطة البداية .. توقفت منذ فترة طويلة نسبياً عن كتابة أي شئ.. وإن لم أتوقف عن التفكير في الكتابة .. لم أتوقف أبداً عن التفكير في الكتابة .. ربما بالذات الأدب.. أسطيع أن أقول أيضا أني واسع الخيال.. لدرجة سيئة للأسف.. أنا نوعاً ما أعيش في الخيال أكثر من الواقع.. وأحول كل شئ أراه أمامي لقصة قصيرة أو رواية طويلة ..ليست ميزة افتخر بيها ولكنها بصراحة عيب خطير.. حولني لانسان ( تائه) في تلك الحياة .. أدرك أهمية الواقع وأعيش بدون إرادة في الخيال.. لذا فأنا عالق العالمين ..

لم أكن كذلك .. في الغالب لم أكن أنقطع هكذا .. نوعان من الكتابة أكتبهما .. كتابة تُعرض على الناس.. الذين هم في الغالب أصدقائي على الفيس بوك.. وكتابة أكتبها لنفسي لا أحد غيري يقرأها تماما إلا لو وقعت في شخص ما صدفة... كنت كثيراً ما أمتنع عن الكتابة على الفيس بوك ولكني قليلا ما أمتنعت عن كتابة خواطري على الورق... فجأة كل شئ توقف ... حتى بدون أن أستشعر أني توقفت...فجأة أكتشفت أني مرت علي مدة طويلة وأنا في حالة كسل إبداعي.. قررت أن أوقف هذه الحالة و أن أعاود الكتابة من جديد..

ولكن شئ ما أستوقفني.. سؤال سألته لنفسي.. " هل أنا حقاً أحب أن أكون كاتباً؟! .. أم أنني فقط شخص يكتب ..مثلي مثل آخرين؟" ..

كثيرون يكتبون في بلادنا .. ولكن مهما بلغوا فهم قليل مقارنة بالشعوب الأخرى بالطبع.. ولقلتهم تلك فإن أي شخص يكتب أي شئ بإنتظام وينشره للناس سيجد نفسه بلا شك شخص متفرد عن الآخرين .. وتجد بعض معارفه واصدقاؤه ( الجهلاء) يلقبونه بالمثقف والعالم والمبدع والمفكر ... إلخ.. مهما كان مستواه الثقافي أو الفكري... يكفي أن تلقي نظرة على ( الكتاب) الجدد وكتبهم .. كتاب اسمه " كتاب ملوش اسم" مكتوب بالعامية الركيكة السطحية يحتوي على أفكار بدائية تقليدية يعرفها أي طفل ذكاؤه فوق المتوسط بقليل.. ومع ذلك تدخل على صفحة الكتاب في موقع GoodReads لتجد عشرات عبارات المديح التي ربما لا ينالها كتاب متوسط القيمة ( وليس عديم القيمة) إلى الدرجة التي يصف بها أحد المعجبين بالكتاب أنه" أفضل كتاب قرأه بعد القرآن "!!!!!!

أن تكون تلك هي عينة القراء في مجتمعنا... فلا تفرح كثيراً إن كنت تلاقي بعض المديح على أشياء تكتبها ..

لذا فسألت نفسي:" هل أنا متميز أم لا؟" هل هناك حقاً شئ ما فيما أكتب أم لا.. جلست أعيد قراءة ماكتبت ..اكتشفت أن كثير مما كتبت ملئ بأشياء أعتبرها الآن تفاهات .. أكتشفت أني حتى تلك اللحظة لم أكتب شئ حقيقي استحق أن أفتخر به وأقول أني كاتب... أو أني متميز في هذا المجال

ربما هذا طبيعي بفعل تقدم العمر وزيادة الخبرات في الحياة وكذلك زيادة المعرفة .. ربما هو علامة جيدة على أني أحب التطوير دائماً ولا أقف على مستوى واحد مما سيجعلني انحدر بالطبع.. كل هذا جميل

ولكن حين حاولت أن أكتب شئ حقيقي .. حين عدت بعد انقطاع لم أجد نفسي امتلك القدرة على كتابة المستوى الذي أنشده... وفي نفس الوقت ليست لدي القدرة على كتابة الاشياء التي سبق وكنت أكتبها ... فحين أكتبها أجد نفسي غير راض عنها وسرعان ما أحذفها..

بدأت أسأل نفسي ما المشكلة ؟ أخذت أستعيد ذكريات الكتابة في الماضي.. بدأت افكر كيف كنت أكتب.. واكتشفت حقيقة اني لم أكن في الحقيقة أكتب.. أكتب بلا مجهود حقيقي.. بلا معاناة .. فقط أدع الافكار تنساب على الورق....

لم أكن أكتب بلا مجهود حقيقي يذكر .. أفكر في فكرة أحولها لكلمات بأسرع وقت ممكن كي أنشرها للأصدقاء ويعلقون عليها.. كنت أظن نفسي عبقري بتلك الطريقة الساذجة.. وكنت أسخر من هذا الكاتب الذي يقول أنه ألف روايته في عام أو عامين.. أتعجب من طول الوقت

ولكن الحقيقة أني أكتشفت أني أحيانا عندما أنوي كتابة شئ حقيقي.. قد أجلس ساعة أفكر في كتابة كلمة أو سطر!!! قد أجلس 8 ساعات لأكتب 8 أسطر ثم اكتشف أن هناك افضل من ذلك فسرعان ما أمسح ما كتبت .. وأحمد الله ان هناك اختراع اسمه الكتابة الالكترونية !!

الكتابة الحقيقية التي أريدها تحتاج كل هذا المجهود الشاق .. والذي لم أكن من قبل أتصور أنه هكذا ... وكعادتي لم أحاول يوماً أن ابذل في شئ ما مجهود شاق.. حتى لحظة كتابة تلك السطور لا يوجد شئ حقيقي في حياتي بذلك فيه مجهود شاق..

إن كلمة " المجهود الشاق" تصيبني بشئ من القلق.. لا لكرهي أن أبذل مجهوداً شاقاً.. ولكن لأني لا أضمن نفسي في الحقيقة ... وعدت نفسي أكثر من مرة وعاهدتها على بذل المجهود الشاق في أشياء كثيرة .. ولكن لم يحدث أياً منها تقريباً..

ولكن كل الاشياء التي عزمت على بذل المجهود فيها ليست كالكتابة .. الشئ الوحيد الذي أدعي إجادته .. والذي يعني الفشل فيه هو أن أكون إنساناً فاشلاً...

مشكلة المجهود في الكتابة أنه ليس كالمجهود في أي شئ آخر.. ليس كالمجهود البدني أو حتى المجهود الذهني في الأمور العلمية .. كل مجهود يبذل في تلك الأشياء هو بدون شك له عائد حقيقي معروف مسبقاً.. ولكن في الأمور الإبداعية .. فالأمر غير مضمون العواقب.. ومصير المجهود فيها يعتمد الحظ بنسبة كبيرة ..

لا أعرف في الحقيقة ماذا تخفي الأيام القادمة .. أتمنى فقط أن أعمل ولا أبالي بالمستقبل وأن أسعى للإبداع لأرضي نفسي أولا قبل أي شئ