السبت، 16 أبريل 2011

عن المتاجرة بالثورة :عمرة التغيير ... الشعب يريد اسقاط الذنوب




الصورة التي تراها الآن هي أحد نماذج محاولة استغلال الثورة مادياً... بالمعنى الحرفي لكلمة استغلال ... وقد يسأل سائل ما هي المشكلة في ان تستغل الثورة مادياً؟!! ما المانع ان تقوم بعمل عصير الثورة و كشري الثورة (وهذا محل تم افتتاحه عندنا في عين شمس ) و كذلك كباب الثورة و جريدة الثورة ؟؟ ما المشكلة في هذا ؟!
من الوهلة الاولى قد يبدو هذا الشئ ظريفاً و جميلا لا بأس به.... إلا انه بمزيد من التركيز و التدقيق في الأمر تجد أن الأمر يُحقر من الثورة كثيراً... فتصبح الثورة التي قام بها الشعب من اجل الحرية و الكرامة و مات من اجلها الشهداء مجرد "موضة" هذه الايام...
و من ناحية اخرى فإن أي دعاية تتم على أساس استغلال الثورة تؤكد لك تماماً أن صاحب هذه الدعاية هو أنسان فارغ من الداخل،ليست عنده فكرة خاصة مؤمن بها هو فقط ينظر حوله فيرى عن اي شئ تتكلم الناس ثم يخرج عليهم بمنتجه و يحاول ان يحشره حشراً في الموضوع الذي يتكلمون فيه ، لا يؤمن بمنتجه الذي يروج له ... فهو لا يجد في منتجه ميزة سوى ان يلحقه بالثورة... فيسمي المحل باسم الثورة او يخترع منتج جديد يسميه بأسم من الاسماء المتداولة اثناء الثورة ... او حتى يمدح الثورة في الاعلان في البداية ثم يلحق هذا المديح بالإعلان عن منتجه
و تلك ليست ظاهرة جديدة ... فالترويج للمنتجات على اساس الأحداث الأكثر اهمية على الساحة ليس جديداً، و لكنه كان يتم على اشياء تافهة ، نظراً لأنه لم تكن هناك اصلا احداث مهمة على الساحة المصرية سوى فوز المنتخب في كأس امم افريقيا او في مباريات كبيرة ... على هذا الاساس كانت كثير من الشركات تروج لمنتجاتها .... و لكن يبدو انها نست أن الثورة تختلف تماما عن مباريات الكرة ....
اما عن الصورة الموضوعة أعلاه فهي من المصائب الكبرى ، لأن الترويج هذه المرة ليس لسلعة ... بل لفريضة دينية ... ترويج مبتذل للغاية ... للأسف يسيء للدين اكثر من ان يخدمه ... أي منطق يقول أن الدعاية لعمل عمرة يحتاج من الانسان الى ان يلعب على وتر الثورة ؟
هل الانسان الذي يريد ان يعتمر محتاج منك لأن تضع له شعارات من طراز " الشعب يريد اسقاط الذنوب" ... أو " عمرة التغيير"!!!
ألا تجد من الأفكار الدينية أو حتى نصوص الأحاديث و الآيات القرآنية ما يكفيك لأن تدعو في اعلانك للعمرة ؟
ان اعلان كهذا يدلك على أن من قام به هو عبارة عن تاجر مثل اي تاجر ... مثل تاجر الفاكهة و الخضروات و الكشري و... و...
يتعامل مع العمرة على انها بضاعة و على المعتمر على انه زبون ... و لكنه ينسى ان المعتمر ليس زبونا كزبون محلات الطعام يحتاج أن تجذبه بشعارات...
و هو في اعلانه لا يحترم الدين و لا يحترم طالب العمرة ( الزبون)



ملحوظة :" هذا الاعلان الموجود في الصورة اعلاه تم نشره في جريدة الاهرام بتاريخ 8 ابريل 2011"


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق