الثلاثاء، 26 أبريل 2011

حكاية جوازتين أتفركشوا


اتنين على وش جواز ... في إحدى المقاهي ..

-هو: تقريبا باقي اسبوع على ميعاد كتب الكتاب و الفرح ..

-هي: فعلاً.. بس أنا بأشعر بشعور غريب..

- هو : خير ...

- هي: مش عارفة فيه حاجة ناقصة غير مرئية بالنسبة لي ومش قادرة على ادراكها بالعين المجردة

- هو: الاشياء المادية و ( اللوجستية) اعتقد ان احنا حسمنا أمرها و أعتقد إن احنا قدرنا في الفترة اللي فاتت دي نتوصل لتوافق فكري و قدرنا نتفق على مرجعية واحدة لحياتنا نعتمد عليها و نخليها الحكم ما بيننا في ظل أي خلافات.. ايه تاني ناقص؟

- هي: الأيدولوجيا .. أنا غير مؤمنة بالأيدولجيا و أنت مؤمن بيها ... أنت انسان مؤدلج تبحث عن ايدولوجية لتؤمن بيها .. و رغم انك لسة حائر الا انك مازلت مؤمن انك لازم تتبع ايدولوجية ما....و أنا ضد الأدلجة تماماً

-هو: مش هنختلف كتير .. و حتى لو اختلفنا فهذا لن يعيق مسيرة زواجنا ابداً.. و على كل حال اعتبريه ظاهرة صحية ستثري حياتنا الفكرية .. مش أحسن ما نكون متشابهين فكرياً و يحصل نوع من أنواع الركود و الملل الفكري و اللي ممكن يصيب عقلنا بنوع من انواع الشلل!

- هي: الأفكار اللي مؤمن بيها الانسان بتأثر على سلوكه و تعامله مع الآخر .. زيها بالظبط زي تأثير العصا على دابة زي الحمار.. العصا هي اللي بتوجهه شمال او يمين .. و بيكون غير مدرك إنه موجه لأنه مش شايف العصا و مش مدرك حتى لو شافها لطبيعتها .. هو فقط يشعر بالألم و لكي يخلص من هذا الألم عليه ان يسير للأمام او ينحرف يميناً او يساراً حسب توجيهات العصا و صاحبها ..

-هو: بس انا مش دابة!!

- هي: طبعا مش قصدي ... ده تعبير مجازي .. بس تقدر تقول لي ايه الفرق بين اللي بيتبع فكر معين بحذافيره و بين الدابة؟

- هو : الفرق بين الدابة و من يتبع فكر معين هو إن الدابة ليس عندها القدرة انها تتبع فكر معين .. الدابة افعالها حركية غريزية بحتة .. أما الإنسان فبسبب التمدن استطاع ان يتغلب على الغريزة و قدر انه يطوعها و ده بفضل فكره و عقله

- هي: بس خللي بالك ان النملة تقدر تحمل اثقال اكثر من الفيل اضعاف المرات.. و طبعا ده مش معناه انها تستطيع ان تحمل اكثر من الفيل من حيث الوزن.. بس كل الفكرة ان الموضوع نسبة و تناسب .. يعني الفيل لا يستطيع حمل مقدار وزنه .. اما النملة فتستطيع ان تحمل اضعاف وزنها ... و على هذا الاساس نقيس على الانسان... فلكل كائن الطريقة التي يُساق بها .. سواء العصا للدابة .. او الأيدولوجية و القوالب الجامدة للإنسان

-هو: تشبيه مش في محله .. الدابة لا تختار العصا التي تضرب بها لتُساق.. بينما الانسان يختار الايدلوجية التي يؤمن بها .. فكيف يكون هناك انسان منساق وراء شئ ما.. و يكون انسياقه هذا بإختياره.. كيف للعبد ان يكون له حرية اختيار العصا التي يُضرب بها؟؟؟.... تشبيهك غير دقيق للأسف و انا مصدوم في فكرك

- هي: مصدوم ليه ؟؟.. دي الحقيقة .. و بالنسبة لموضوع اختيار العصا من عدمه .. فانت غلطان اكيد.. انا من وجهة نظري ان الانسان اللي بيختار فكر معين يتبعه كظله هو انسان يميل لحياة العبودية .. و مش بعيد تكون دي رواسب فكرية ناتجه عن ان احد اجداده عُومل بشئ من الاستعباد في الماضي .. و غير مستبعد ان يكون سليل عائلة من العبيد ..وورث عن احد اجداده او عن عائلته كلها هذا السلوك .. حتى وصل لعصر تم الغاء الرق فيه .. فأصبح يبحث عن سيد له .. فما أن يجد فكرة ما لها بريق إلا و يذهب اليها راكعاً ذليلاً مستسلماً لصحتها تماما كما يستسلم العبد الضعيف للسيد القوي..

- هو: ايه الكم الرهيب من الاهانات ده ... انتي واعية للي بتقوليه؟

- هي: إحنا اتفقنا من اول يوم على الصراحة المطلقة مش كده و لا ايه ؟ .. إحنا محتاجين نبني حياة جديدة على اسس صلبة من غير ما يكون في عقولنا أي رواسب كراهية مترسبة في قاع عقولنا ... يعني انا مثلا طلعت كل رواسب الكراهية اللي عندي ناحيتك دلوقتي

- هو: على فكرة برضه انا عندي رواسب كراهية في قاع عقلي ناحيتك .. بس تعرفي؟ انا احسن منك و مش هطلعها عشان أنا بأحترم مشاعرك و مؤمن بحكمة انه ليس كل الحقيقة تُقال..

-هي: انا على فكرة لم أمنعك من انك تطلع كل رواسبك تجاهي.. بالعكس انا مرحبة جداً بأمر كهذا

- هو : هتزعلي.. على فكرة

- هي: قول بس .. تأكد اني عندي قدرة فائقة على امتصاص الصدمات و كظم الغيظ

- هو: طيب..بصراحة انا اعتقد انك انسانة بتعاني من تشوهات نفسية كبيرة .. عندي احساس كبير انك ذكر متجسد في انثى ... ساعات بأحس انك اكثر ذكورية من الذكر نفسه .. بتظني نفسك ذكية و لكنك في الحقيقة بتبحثي عن غباء الآخرين و تكتشفيه ثم تظهريه لهم كي تظهري في صورة المنزهة عن الاخطاء.. و اللي بيمنع الآخرين انهم يقولوا عيوبك هو انك غير معتنقة لفكر معين .. تقدري تقولي ما هي اضافتك لمن كنتـ....

- هي ( مقاطعة ) : ايه الوقاحة دي.. انت سيكوباتي متعفن

- هو: شفتي بقى؟ .. انا لسة ما كملتش كلامي و زعلتي... عشان تعرفي بس ..

- هي: انت كمان لسة عندك رواسب؟

- هو: هو انا لسة خرجت حاجة من رواسبي؟.. تحبي اكمل لك؟

- هي: لا طبعاً.. دي مش رواسب دي قاذورات ..

- هو: هي دي حقيقتك .. لما عريتك قدام نفسك مقدرتيش تستحملي...

- هي: انت لم تعريني.. انت رسمتني في صورة مسخ دميم مشوه من وحي الخيال لا الواقع ..

- هو : على العموم انتي اللي طلبتي مني.. و لو زعلتي أنا بأعتذر و اعتبري اني ما قلتش حاجة

- هي: اعتبر مين؟... ده مستحيل طبعاً.. كلامك الاخير ده بمثابة المعول الذي حطم حجر اساس مشروع زواجنا ..

- هو: ياه للدرجة دي؟

- هي: انت فاكر ايه .. انا مستحيل اقبل اتزوج انسان يراني مشوهة و في نفس الوقت هو مليء بالتشوهات

-هو: و انا عن نفسي برضه مش هأقبل اتجوز واحدة شايفاني مشوه.. اعتبري الموضوع منتهي

-هي: هههههههه.. انا اللي انهيت الموضوع مش انت .. انا اللي عملت المباردة قبلك

- هو : مش فارقة .. المهم اني هاخلص من انسانة مثلك

- هي: ايه الصفاقة دي...

- هو : من بعض ما عندكم ..

- هي: ( تقذف بمحتويات كوب المياه في وجهه و تنصرف بخطوات سريعة خارج المقهى)

-هو : (يتناول منديلا ليمسح الماء من على وجهه و هو مدهوش مما حدث و يراقب بخجل شديد نظرات رواد المقهى له من حوله)

- هي : ( تعود و تضع نقوداً على المنضدة).. و ده حساب المشروب بتاعي.. انا مش ممكن اقبل واحد زيك يكون له فضل عليا في اي حاجة

*****************************************
*****************************************

إتنين على وش جواز ( اتنين آخرين غير الأولانيين) .. في إحدى المقاهي برضه

- هو : اعتقد ان حنا خلاص شطبنا الشقة و كله تمام

- هي : ايوة

- هو : مالك بتقوليها من غير نفس ؟؟

- هي: انت شايف ان كله تمام في الشقة؟

- هو : ايه اللي ناقص؟

- هي: مش انت قلت هتجيب الكمبيوتر قبل الجواز؟

- هو: لا .. ما أنا غيرت رأيي بصراحة و هأجيب لاب توب شخصي

- هي: لا ب توب؟.. و أنا ؟ هأقعد على النت بإيه؟

- هو : هأبقى اسمح لك كل فترة تقعدي على اللاب توب..

- هي: و ليه ما نجيبش pc لينا احنا الاتنين في البيت .. و لا حتى تجيب لي لاب توب ليا لوحدي

- هو : بصراحة انا عاوز جهاز اخده معايا في اي حتة

- هي: طيب و أنا ؟

- هو : انتي ايه ؟.. ما انا قلت لك هأبقى اقعدك شوية على اللاب توب

- هي: الكلام ده ما ينفعش.. احنا اتفقنا انك هتجيب pc قبل الجواز..

- هو : رجعت في كلامي

- هي: انت عيل و لا ايه؟

- هو: ايه ده .. ايه عيل دي..

- هي: معلش انا اسفة بس انت بصراحة نرفزتني لما قلت كلامك ده ... و بعدين ايه اللي رجعك في كلامك

- هو : عادي يعني فكرت فكر مختلف

- هي: مش حاسة في عينيك بالصدق مش عارفة ليه

-هو : و أنا أكدب ليه ان شاء الله .. هأخاف منك يعني؟

- هي : طيب عيني في عينك كده

- هو: ايه شغل الاطفال ده .. طيب أهو ( يجحظ عيناه متعمداً و يقربها منها)

- هي: مفيش فيها صدق..

- هو: براحتك .. دماغك على فكرة مليانة اوهام

- هي: خلاص .. هأجيب بفلوسي لاب توب مستعمل اي كلام و امري لله ..

- هو : ايه اللي انتي بتقوليه ده .. لأ طبعاً

- هي: و انت مالك بقى بالموضوع ده ؟.. ما أنت مش هتدفع حاجة .. و لا هي رخامة و خلاص

- هو: انا قلت لأ يعني لأ..
- هي: انت بتكلمني كده ليه .... ما تقول للأمانة مش عاوز تجيب كمبيوتر للبيت ليه

- هو: ...............

- هي: خليك صريح.. احنا داخلين على جواز و محتاجين نبدأ على مية بيضا من غير لف و دوران

- هو: بصراحة بقى مش عاوزك تستخدمي الكمبيوتر و لا تقعدي على النت

- هي: ليه ؟

- هو: بصراحة مش ضامن يحصل معاكي ايه.. ممكن تحصل مصيبة من ورا النت ده .. انا بقيت اقرأ في الجرايد كل يوم و التاني عن بلاوي.. تقريبا معظم الخيانات الزوجية اللي بأقرأ عنها تبتقى من خلال النت .. و بتبقى تفاصيل مرعبة .. . و كلهم بيبقوا زي ما بيقول ازواجهم في البداية في منتهى البراءة

-هي: ايه ده .. انت مش واثق فيا و لا ايه؟..

- هو : واثق و الله.. بس ...

- هي: بس ايه؟

- هو: بصراحة الشيطان شاطر و حتى لو كنتي محترمة ممكن الشيطان يلعب بيكي..

- هي: على فكرة ده كلام جديد عليك.. انت طول عمرك عارف النت و اللي فيه .. و ياما و احنا بنتكلم مع بعض هرينا الموضوع ده كلام و مكانش عندك مشاكل معايا فيه .. اشمعنى يعني اليومين دول

- هو: عادي.. فهمت الموضوع كويس اليومين دول

- هي: اليومين دول؟.. اشمعنى يعني اليومين دول؟ .. حد يعني نصحك بالنصيحة دي

- هو: ايوة ..

- هي: اوعى تقول أمك هي اللي قالت لك كده؟

- هو: و فيها ايه يعني لو ماما هي اللي قالتلي كده.. هي مش خايفة على مصلحتنا و بتتمنى لنا الخير؟

- هي: قصدك مش واثقة فيا...

- هو: ليه بتقولي كده .. ماما واثقة فيكي جداً

- هي: هههههه.. قول كلام غير ده .. يا خسارة و الله ...مع ان بابا و ماما واثقين فيك و خلوني أنزل معاك لوحدينا اكثر من مرة و عمرهم ما قالوا لأ .. يبقى دي المعاملة بالمثل..

- هو : انتي قلبتي الموضوع لزعل .. و الموضوع مش مستاهل

- هي: مش مستاهل ازاي؟.. لما أمك اللي هي حماتي مش واثقة في اخلاقي يبقى هنقدر نعيش مع بعض ازاي.. مش بعيد بعد كده الاقيها بتقولك اوعى تخليها تنزل من البيت .. او اوعى تخليها تشتغل .. خد منها الموبايل.. الخ الخ

- هو: هههههه.. مش للدرجة دي طبعاً

- هي: انت بتضحك على ايه ؟؟....

انا مش هأستنى لحد ما أشوف للدرجة دي و لا مش للدرجة دي .... ايه رأيك ان شرط اساسي من شروط الجواز الكمبيوتر؟؟.. هي بقى قفلت معايا عند و مش هأخش إلا بيه

- هو: ايه التفاهة دي.. حد يعاند علشان كمبيوتر

- هي: مش عشان كمبيوتر.. عشان هي مسألة مبدأ... قلت ايه

- هو : قلت يفتح الله .. انا مش خرونج عشان اسيبك تقعدي على النت و تنحرفي .. بطلي بقى الحركات القرعة دي

- هي: (تنظر له في غضب و تقذف بمحتويات كوب المياه على وجهه و تأخذ حقيبتها و تنصرف في خطوات مسرعة)

- هو : ( بصوت عال كي يفضحها) شوفي لك حد تاني مركب إريال يخليكي تدوري على حل شعرك يا هانم .. احنا بيت محافظ و مانقبلش المسخرة بتاعتكم دي.. دلوقتي بس انا عرفت ليه ابوكي بيوافق انك تخرجي معايا عادي من غير ما يتشرط

( تمت)

هناك تعليقان (2):