و هي بالفعل الحقيقة .. لأنه حتى لو فرضنا انه ترك السلطة بارداة شخصية .. فإن تلك الارادة لم تكن لتحدث لولا الضغط الشعبي عليه بالتنحي .. و لكن ما حدث من مبارك كان محاولة منه لإثبات انه اتخد القرار بمبادرة شخصية منه
2- اعلان مبارك على انه موافق على ان يتم التحقيق معه ... و هو امر في غاية الاستفزاز .. اذ انه من العجيب ان يعلن متهم في قضية ما أنه مستعد أن تتم مساءلته .. و الذي زاد من استفزازية الامر هو لهجة الاعلان .. فيقول مبارك على سبيل المثال :" اعلن موافقتي.. انا موافق .. لا مانع لدي..، و استخدم مبارك في نطق تلك الكلمات نفس النبرات التي كان ينطق بها خطاباته الرئيسية .. و بدا الخطاب و كأنه خطاب من رئيس لا خطاب من مواطن عادي .. و تعمد مبارك ذلك كي يبدو ايضا في صورة الآمر الماسك بزمام الامور
3- لم يكتف مبارك بالوقوف موقف المدافع عن نفسه فقط .. بل بادر بالهجوم . عندما اعلن عن انه لن يترك حقه و انه سيقاضي كل من سبه او اتهمه و اتهم اسرته .. وهو أم لم يكن يلق الكثيرين له بالا .. و لأول مرة يجد الناس انفسهم معرضين لأن يدخلوا هم السجن لا مبارك و بالذات الشخصيات العامة
4- عدم تطرق مبارك في اي جزء من اجزاء خطابه الى موضوع " دماء الشهداء" .. او حتى الفساد السياسي و الاداري.. و كأن كل المشكلة تتلخص في الاموال.. و في الحقيقة ليس اللوم عليه في المقام الاول في تلك النقطة بل اللوم يرجع لوسائل الاعلام التي تناولت بكثافة موضوع اموال مبارك و اهتمت بها اكثر من بحث مدى مسئوليته حول دماء الشهداء او حتى الفساد و افساد الحياة السياسية و الادارية في مصر.. لذا لم يجد مبارك نفسه مضطر ان يدافع عن نفسه في تلك التهمتين
5- عدم تصور الناس ان مبارك من الممكن ان يعود مرة اخرى ليخاطب الشعب... لقد كان مبارك محذوف تماما من المشهد الاعلامي.. و لم يكن احد يضع في باله ان مبارك عنده الجرأة ان يخرج على الناس مرة اخرى في حوار تلفزيوني او حتى تسجيل.. و لكن مبارك فاجأ الجميع .. و الالعن من ذلك نبرة التهديد التي استخدمها ضد من اتهمه ...و نبرة الثقة في انه برئ من اي اتهام ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق