السبت، 12 مارس 2011

تمزيق كتب ما قبل 25 يناير


لا أعرف لماذا اشعر ان كل الكتب التي كتبت قبل 25 يناير 2011 ليس لها الآن اي طعم .. بالذات التي تتناول الامور السياسية.. ايا كان توجهها و أياً كان كاتبها .. بعد 25 يناير بفترة ذهبت لسور الازبكية ابحث عشوائيا عن كتاب اشتريه بدون تخطيط مسبق.. و كنت في ظل جو الحديث المتواصل عن السياسة ارغب في شراء كتاب سياسي.. و بعد البحث و التقليب لم اجد نفسي متحمساً لأي عنوان .. حتى الكتب التي كنت اعرف اسمها و كنت انوي شراؤها يوما ما لم اتحمس لها حين رأيتها ..

و لا اجد في الحقيقة سبب لهذا الا انه من يوم 25 يناير حتى 11 فبراير 2011 حدث من الاشياء الكثير و الكثير مما غير خارطة عقلي تماماً.. كل الاشياء التي كنت اريد ان اقرا عنها في السياسة اصبحت لا اريد ان اقرأها .. لسبب هام .. الا و هو انها كلها حتى لحظة كتابة تلك السطور لم تتناول من قريب او بعيد اي شئ عن ثورة محتملة في مصر ( على حد علمي) .. الثورة التي حدثت كانت مفاجأة المفاجآت .. حتى لصناعها انفسهم ..

ماذا سيفيد الآن لو قرأت كتاب يتكلم عن مستقبل مصر السياسي قبل 25 يناير و هو لا يرى اي بادرة امل.. و لا يرى امامه اي انسان مصري ينبئ بأن هناك ثورة محتملة الحدوث .. من حتى من ثوار 25 يناير كان يتنبأ بأن هناك ثورة ما قد تحدث ؟! لا شك ان هناك بعض المتفائلين و لكن حتى المتفائلين انفسهم كانت لهم طموحات أقل من تلك التي حققتها الثورة ..

لا شئ من افكار ما قبل 25 يناير اصبح له قيمة عندي.. و لا نظرية واحدة اصبحت اؤمن بها .. كل ما اصبحت اؤمن به الآن هو قاعدة أنه لا توجد قاعدة و لا توجد نظرية

اتذكر جيداً قبل الثورة بيوم قرأت مقال على الفيس بوك لشاب شديد الثقافة كما يبدو من اسلوب كتابته .. هو واسع الثقافة و الفكر ايضاً.. كتب عن احتمالات حدوث ثورة في مصر بعد ثورة تونس .. و قال ان مصر ن الصعب ان يحدث فيها ثورة لعدة اسباب.. أذكر منها انه قال ان احد الاسباب هو تغلغل الفكر السلفي المعادي للخروج على الحاكم في مصر و سرد اسباب اخرى لا اتذكرها .. ا

ثم بعد ذلك نشر موقع مصراوي تحليل لكاتب امريكي يقول فيه ان مصر من المستحيل ان يحدث فيها ثورة لأن الشعب المصري ليس مثل الشعب التونسي في مستوى التعليم .. و ان الثورات و الديمقراطية تحتاج لمستوى تعليمي ووعي عال..

كلاهما تأثرت بهما كثيرا حتى انني احبطت نفسيا و شعرت انه لا مخرج من فساد تلك البلد بالمرة ... و لم افعل سوى ان قمت بعمل ( شير ) للمقالين مبدياً اعجابي بهما

ثم بعد الثورة عاودت قراءة المقالين و شعرت انهما بلا قيمة .. كأنهما لا شئ

******

******

اتذكر جيداً مقولة قرأتها لماركيز قال فيها : " القوا بكتبكم في البحر .. فالواقع قد تجاوزنا بمراحل"

بالفعل الواقع الذي حدث في 25 يناير تجاوز كل ما اعرفه من كتب او حتى من افكار ... و بصراحة لا استطيع ان اعلق على هذا الا بأن اقتبس من قصيدة هشام الجخ و أقول :" مزق دفاترك القديمة كلها و اكتب لمصر افكارا تليق بمجدها "

هناك تعليقان (2):