الثلاثاء، 22 مارس 2011

غزوة الصناديق .. و سقطات اخرى



قبل الاستفتاء على التعديلات الدستورية بيوم قال لي أحد الاصدقاء أنه سيدلي بنعم في الصندوق .. و حين سألته عن السبب قال لي أنه يوم الخميس 17 مارس ذهب ليحضر درس للشيخ محمد حسين يعقوب .. و قال فيه الشيخ فيما معناه ك" انا لا أفقه كثيرا في السياسة و لكن اخواننا سيقولون نعم من اجل الاسلام لذا فكلنا سنقول نعم ان شاء الله "

و بعد الاستفتاء شاهد الجميع فيديو للشيخ محمد حسين يعقوب يقول فيه اننا فزنا و أن الاسلام انتصر في غزوة الصناديق!!!

ثم كبر هو و الحاضرين تكبيرات العيد ..

لا أكتب كل هذا من اجل ان اسخر من اسلوب الشيخ في الاحتفال بنعم .. وليس من طبعي السخرية و سوء الظن .. كل ما أريده هو أن اوضح ان كل هذا للأسف ليس له الا سبب واحد .. و هو قلة ثقافة عدد لا بأس به من المشايخ المنتشرين إعلامياً.. و حتى لا يتهمني احد بالتعميم احب ان اؤكد اني اتكلم فقط عن كثير من المشايخ الذين اراهم في الاعلام الديني – الا من رحم ربي-

اي انسان واع يدرك من اللحظة الاولى لسماعه الشيخ ان الشيخ لا يقرأ سوى في كتب الدين فقط .. و لا يعرف اي علم سواه .. و ربما لا يقرأ الجريدة و غير متابع جيد للأحداث التي تدور من حوله في البلد .. و كل هذا تعرفه من عدم عمق الكلام و تكرار نفس المعلومات اكثر من مائة مرة في مائة مناسبة و لا تجد في الغالب جديد ...

اما عن عدم متابعتهم للاحداث الجارية .. فبداية من اثارة الجدل حول المادة الثانية من الدستور .. رغم اننا حين قلنا التعديل كنا لا نتكلم عنها اصلا و كل الكلام كان عن مواد اخرى تماما ... و لكن لا حياة لمن تنادي.. فظل الجدال حول المادة الثانية كبيرا و رهيبا بشكل مثير للدهشة .. و هو ما يؤكد ما قلته انهم غير متابعين جيداً للأحداث

و لو رجعنا بالشريط للوراء لوجدنا من الاخطاء المزيد و المزيد...

على سبيل المثال الشتائم التي كانت تطول البرادعي بأنه علماني يريد حذف المادة الثانية و انه سبب الحرب في العراق ( كما قال وجدي غنيم)

هذا غير ترويج بعض المشايخ لشائعات و قصص متداولة في الشارع بين العامة و لا تقترب للحقيقة و المنطق بأي شكل .. مثل محمود المصري حين اعرب عن سعادته في برنامجه عن ان اللاعب ميسي دخل في الاسلام...

و الشيخ ابو اسحق الحويني حين ذكر مقولة هتلر الغير صحيحة :" كان بأستطاعتي أن أقتل كل يهود العالم ، ولكنني تركت البعض منهم لتعرفوا لماذا كنتُ أقتلهم"

و ان كتاب كفاحي صدر قبل محارق الهلوكوست المزعومة ...

لست للأمانة هنا احاول ان اعاتب او افضح احد..الا انني فقط احاول ان اسلط الضوء علي حقيقة واقعة

المشكلة الحقيقية هي انهم كانوا على مدى عقود من حكم مبارك لا يلتفتون للشأن العام في البلد ..و لا يخوضون فيه بالمرة ..لذا فكانت ضحالة فكر بعضهم مستترة ..و لكن مع انفتاح الباب امامهم ليتكلموا في تلك الامور اتضح تماما انهم لا يفقهون فيها بالمرة ..

انني اتعجب من اناس في مثل وضعهم و لهم صوت مسموع و كلمة مؤثرة ..و لا يراعون كل تلك المسئولية الجسيمة بأن يتحروا الدقة فيما يقولون ..

ان التصرفات بهذا الشكل سوف تعجل بانصراف العقلاء و المثقفون من حول هؤلاء المشايخ واحداً وراء الآخر .. و يوما بعد يوم لا أعتقد ان استمروا في هذا الأمر ان يجدوا مستمعين ..

.. و ان كنت اشك في أنهم سيفعلوا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق